في خضم الطفرة الإعلامية الحديثة وثورة تقنية المعلومات برزت على الساحة الإعلامية ظاهرة الصحافة الإلكترونية فارضة نفسها بما تشكله من حضور وقيمة مضافة للجانب الإعلامي وحققت وبحداثة إنشائها وقصر تجربتها شهرة لافتة من خلال تزايد متابعيها ولكن لايزال البعض منها لا يحكمها العمل الإعلامي والصحفي بالمفهوم الصحيح وتنقصها القليل من المهنية العالية ربما بسبب سهولة إنشائها مقارنة بالصحافة الورقية والتي تعاني من بعض التحديات والتعديات على منتجها الاخباري من خلال الاقتباس سواء في الخبر او المقال دون الاشارة لمصدر الخبر الأصلي وهو مايعرف بالتعدي الاعلامي او السرقة الادبية بسب عدم تطبيق قانون التعدي على حقوق النشر مما جعل الاعلام الالكتروني في غالبيته اشبه بالفوضى العارمة واصبحت هذه الظواهر والممارسات في تزايد مستمر. وتحرص الصحافة بشكل عام والالكترونية بشكل خاص على سرعة نشر الاخبار وخاصة الاخبار المثيرة للرأي العام بسبب اتساع مجال الفضاء الاعلامي والسرعة التي وفرتها لهم ثورة تقنية المعلومات والاتصالات كظاهرة اعلامية حديثة مع الاعتماد شبه التام على الانترنت وحرية وسهولة انشاء المواقع الالكترونية سعيا لكسب اكبر عدد من القراء والمتابعين ولكن يعاب عليها احيانا بعض التجاوزات الاعلامية مثل عدم تحري الدقة التامة وتحديد الخبر من مصدره والبحث عن الاثارة الصحفية ولذلك لابد من القائمين عليها ان يكونوا اصحاب مهام اعلامية وتحريرية اكثر من كونهم اصحاب مهام فنية فقط ولذلك من المبكر جدا الحكم على النجاح المطلق للصحافة الالكترونية ومدى تأثيرها على مستقبل الصحافة الورقية والتي تعتبر الاساس وما الصحافة الالكترونية الا امتداد لها، وفي ظل تزايد وانتشار بعض التجاوزات الاعلامية والتعدي على المعلومات فلابد من تفعيل نظام حماية حقوق الناشر او المؤلف لاعطاء الحق سواء للصحيفة او للكاتب الصحفي والمؤلف في مقاضاة اي جهة اعلامية او صحيفة الكترونية او حتى موقع الكتروني في حال التعدي والنشر دون الاذن او حتى الاشارة للمصدر وفي حال تطبيق هذا النظام او القانون كما هي الحال في معظم دول العالم المتحضرة اعلاميا ربما تتناقص وتتقلص اعداد الصحف الالكترونية الى النصف او اكثر بسبب عدم تحملها تكاليف وانتاج المحتوى الاعلامي كما هي الحال في الصحافة الورقية والتي تبذل جهدا اكبر في تطبيق الانظمة بصرامة وسرعة البت في الدعاوى التي تتقدم بها بعض الصحف الورقية التي اصابها بعض التعديات وحفظ الحق الاعلامي لها والتي تنشر في هذا الفضاء الاعلامي الواسع والرحب دون حدود.