قال باحثون إن السلوك الاجرامي لدى بعض المراهقين من الشريحة العمرية الأكبر سنا بما في ذلك السرقة والمخالفات المرورية والتحرش الجنسي والتبول في الشارع وخرق القانون بوجه عام ربما تكون من العلامات المبكرة للاصابة بالخرف. وقال جورج نعسان من مركز الذاكرة والشيخوخة وقسم الاعصاب بجامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو إن هذه الشريحة العمرية لاسيما المراهقون الأكبر سنا ممن يرتكبون المخالفات لأول مرة ربما يعانون من مرض عقلي يتعلق بالخرف يفسر سلوكهم الاجرامي. وراجع نعسان والمشاركون معه في الدراسة سجلات طبية تخص 2397 مريضا شخصت حالاتهم على انها اصابة بالزهايمر او انواع اخرى من الخرف وذلك خلال فترة زمنية امتدت بين عامي 1999 و2012. وقال نعسان إنه اذا كان لدى المرضى سوابق مرضية في العائلة تتعلق بامراض عصبية تؤثر في المخ والذاكرة فقد يرتبط ذلك ايضا بالسلوك الاجرامي. وقال "إلا ان معظم هذه الأمراض لا تحدث لسبب وراثي محدد وهو أمر يتعذر تحديده. وعموما فان الرصد المبكر لاي تغيرات في الشخصية والانحراف عن النمط السوي لفرد ما يستلزم المبادرة بتقييم الحالة لاحتمال وجود أسباب عقلية." وأضاف ان من بين الشواهد المبكرة للاصابة بالخرف الخاصة بتغير الشخصية فقدان القدرة على التمييز وعدم الاحساس بمشاعر الآخرين وفقدان الدافع واللامبالاة أو الوسواس القهري. وقال إن بوسع أفراد الاسرة والاصدقاء ملاحظة هذه التغيرات السلوكية في الشخصية بسهولة لكن يتعين عليهم أن يدركوا انها ربما تكون العلامات المبكرة لمرض يحتاج الى التدخل الطبي. ومضى يقول إن من الصعوبة بمكان تحديد نطاق الجرائم التي يرجع سببها لهذه الحالات المرضية لانه وزملاءه لم يفحصوا السجلات الجنائية للمرضى لذا لم يتسن لهم تحديد النسب المئوية الخاصة بنوعيات الجرائم التي يرتكبها المصابون باضطرابات عصبية. وتابع ان الجهات التي تقدم الرعاية الصحية ليست على دراية كاملة في العادة بجميع هذه الامراض العقلية وبالتالي فانها تخطئ في تشخيص هذه الحالات.