دون ان تثينها حرمة شهر رمضان وطقوس العبادة خلاله، نفذت قوات الاحتلال خلال الساعات الماضية المزيد من الاعتداءات في الضفة الغربية، كان أوسعها واشرسها في بلدة بيت ريما شمال غربي رام الله، حيث اقتحمتها قبل الفجر بارتال من الاليات واشاعت جوا من الرعب في صفوف ابنائها. فبدلا من ان يفيق الاهالي على اصوات طبول السحور، استيقظ الاطفال والنساء مفزوعين على ضجيج خلع الابواب والرصاص المنهمر في كل الاتجاهات وقنابل الصوت التي بددت سكون ليل هذه البلدة الوادعة، فيما انتظروا صوت الاذان دون جدوى فالجنود يقطعون الطرق ويحولون دون الوصول الى مسجدي البلدة. واجتاح جيش الاحتلال باكثر من عشرين الية وناقلة جنود تساندها طائرة استكشاف، البلدة منذ ساعات الفجر الاولى وانتشروا في حواريها، وعند الساعة الثالثة فجرا بداوا عمليات اقتحام همجية للعديد من المنازل وسط اطلاق كثيف لقنابل الصوت والرصاص، وصراخ الجنود بهدف ترويع الاهالي. كما استخدموا الكلاب البوليسية. واستمرت حملة الدهم حتى الثامنة والنصف واسفرت عن اعتقال اربعة شبان عرف منهم: همام محمود عبدالرؤوف ومحمد نابت الخطيب واحمد تحسين صبحي. كما اقتحمت منزل الشاب اياد فرح طه مستخدمة الكلاب البوليسية ومنزل عمه حيث اطلقت النار داخلهما وعاثت خرابا فيهما بزعم البحث عن مطلوبين واسلحة. وقد تعطلت الدراسة بسبب عملية الاجتياح فيما وقعت مواجهات متفرقة بين تلاميذ المدارس وجنود الاحتلال الذين طاردوهم واطلقوا النار تجاههم. وفي الخليل، اعتقلت قوات الاحتلال، أمس، الشاب عمر محمد الخضور من بلدة بني نعيم شرق المحافظة فيما احتجزت هذه القوات على حاجز اقامته قرب مدخل جامعة الخليل أكثر من ثلاثين طالباً وصلبوهم على الجدران قبل أن يطلقوا سراحهم، الامر الذي شهدت ممارسات مماثله له مناطق مركز باب الزاوية والحاووز والبلدة القديمة. وكانت قوات الاحتلال اعتقلت خمسة مواطنين مساء أول من امس خلال حملات دهم شمال الضفة. ففي مخيم جنين اعتقلت الشابين على عبد اللطيف السادس واحمد عيسى قانوح اثناء عبورهما حاجزا قرب ميثلون على طريق نابلس- جنين. كما اعتقلت ثلاثة شبان على حاجز عسكري طيار على طريق طوباس جنين. وزعمت قوات الاحتلال انها عثرت في سيارة كانوا يستقلونها على اسلحة وبنادق للصيد وكميات من الرصاص وان اثنين منهم ينتميان لكتائب شهداء الاقصى. من جهة اخرى، كشف نادي الأسير الفلسطيني أمس النقاب عن قيام ادارة سجن بئر السبع (هولي كيدار)، جنوبفلسطين باعادة فتح قسم (4) الذي اغلقته قبل عدة شهور، وذلك بسبب الازدخام التي تشهده سجون الاحتلال عقب موجة الاعتقالات الاخيرة والتي طالت اكثر من 550 مواطنا معظمهم من كوادر وانصار حركة (حماس) بهدف منع الحركة من خوض الانتخابات المقبلة. وذكر محامي نادي الأسير فواز الشلودي، الذي زار السجن، أنه تم إحضار الاسرى في هذا القسم من عدة سجون ووصل عددهم الى 80 أسيراً، رغم انه يفتقد للحد الأدنى من المقومات الإنسانية، حيث لا تتوفر فيه أي مستلزمات الاسرى. على صعيد اخر، نفى محافظ طولكرم العميد عز الدين الشريف المزاعم الاسرائيلية حول وجود اتفاق فلسطيني اسرائيلي حول انتشار افراد الشرطة والاجهزة الامنية الفلسطينية في المدينة بلباسهم العسكري واسلحتهم. وقال لقد انتشر الشرطة بالفعل بزيهم العسكري ولكن ذلك جاء بناء على طلب اسرائيلي وليس اتفاقا. وأكد الشريف في بيان له أمس أن عودة الاجهزة الامنية بالزي الرسمي لا يعني انسحاب قوات الاحتلال من المدينة، مضيفا: «الاحتلال البغيض لا زال جاثما على صدورنا وأن بامكانهم الدخول والخروج والمحاصرة والاعتقال كما كان سابقا». وقد انتشر افراد من الشرطة الفلسطينية وقوات الامن الوطني انتشروا يوم الخميس الماضي داخل حدود مدينة طولكرم بسلاحهم وزيهم العسكري. يذكر ان قوات الاحتلال اعادت اجتياح المدينة في 13 تموز/ تموز الماضي بعد اقل من شهر على تسليمها للسلطة الفلسطينية، وذلك في اعقاب عملية نتانيا التي نفذها استشهادي من (الجهاد الاسلامي) انطلاقا من محافظة طولكرم (بلدة عتيل).