أكد متخصصون حاجة المملكة إلى التوسع في التوجه نحو الاستثمار في الاقتصاد الجديد المعروف باقتصاد المعرفة، وقالوا إنه على الرغم من وجود عدة تحديات وصعوبات تواجه هذا الخيار إلا أن البيئة مهيأة لقيام صناعة قوية بدأت بالفعل تجاربها الناجحة، وطالبوا بضرورة تكامل الإمكانات الحكومية مع جهود القطاع الخاص لتعظيم هذه الصناعة. جاء ذلك خلال ملتقى "تجارب واقعية.. نحو اقتصاد المعرفة" والذي نظمته غرفة الرياض ممثلة بلجنة المكاتب الاستشارية مساء الأربعاء، وشارك فيه أربعة من المتخصصين وأصحاب التجارب الواقعية في قطاع تقنية المعلومات والاتصالات، وأداره الدكتور عاصم بن طاهر عرب رئيس اللجنة. ومن جانبه عرف عبدالرحمن بن عبدالعزيز مازي المتخصص في قطاع تقنية المعلومات والاتصالات، اقتصاد المعرفة بأنه نمط اقتصادي متطور قائم على استخدام واسع لتقنية المعلومات والاتصالات (التقنية الرقمية)، وتحقق فيه المعرفة الجانب الأعظم من القيمة المضافة، ويرتكز بقوة على المعرفة والإبداع والتطور التقني والابتكار للتنافس عالمياً، بعكس الاقتصاد التقليدي الذي يعتمد بصورة أقل على المعرفة. وأكد أن المملكة تسير في الطريق الصحيح في تكوين منظومة الإبداع، لكن عليها أن تواجه بعض التحديات التي تتطلب مواجهة قوية مثل عدم كفاية القدرات البحثية للجامعات بالمقارنة مع الدول المتقدمة، والفجوة الواسعة بين إنتاج المعرفة وآليات استثمارها، وغياب سياسات واضحة للتطوير التقني في الاستراتيجية الصناعية. ولفت مازي إلى امتلاك المملكة لنقاط قوة وميزات تنافسية تزيد قدراتها في تكريس منظومة الإبداع تتمثل في توفر ثروات طبيعية ضخمة، وإمكانات عالية للقطاع الخاص، وتوفر شركات عملاقة مملوكة للدولة مثل أرامكو السعودية، سابك، وتوفر بنية تحتية متطورة لتقنية المعلومات والاتصالات، داعياً إلى استثمار هذه المقومات لتحقيق التقدم المنشود. ثم تحدث المهندس راكان بن هذال الفايزي مؤسس شركة سماءات المتخصصة في التسويق الرقمي، ومدير المشاريع، عن تجربة شركته الناجحة في مجال التسويق الإلكتروني، وكيفية تحويل الفكرة إلى فرصة استثمارية حقيقية في الفضاء الإلكتروني، لافتاً إلى أن شيوع استخدام أجهزة الذكية من جوال وتابلت وتوسع الدخول على مواقع الإنترنت والتواصل الاجتماعي أسهم في اتساع نطاق التسويق الرقمي (الإلكتروني)، مشيراً إلى ميزانية التسويق الرقمي في عام 2014 في المملكة تضاعفت مقارنة بعام 2013. وتحدث خالد بن مرشد الكثيري الرئيس التنفيذي لشركة جمولي التي تعد أول مدينة متكاملة للترفيه التعليمي بالمملكة، فأوضح أن "جمولي" تمثل مشروعاً وطنياً يهدف لتنمية المهارات العلمية والاجتماعية للطفل وتوسيع الخيال الإبداعي والقدرة على الابتكار لديه، وتعزيز ثقته بنفسه، من خلال بناء بيئة تعليمية ترفيهية آمنة يمارس الطفل خلالها مجموعة من المهن بطريقة تخيلية تحاكي الواقع في جو من المتعة يتحقق عبر شعار رفعته الشركة: "عيش اليوم حلم الغد". وكان آخر المتحدثين الدكتور عبدالرحمن بن سعد الجضعي الرئيس التنفيذي لشركة علم الذي ركز حديث على تجربة الشركة في تعزيز مفهوم الاقتصاد المعرفي، من خلال استثمار قدرات الحكومة الإلكترونية والبيانات المفتوحة التي تتيحها في نشر وتعزيز الاقتصاد المعرفي، مشيراً إلى أن شركة علم هي مملوكة بالكامل للدولة.