شدد أستاذ هندسة الطرق بجامعة الملك فهد للبترول والمعادن الأستاذ الدكتور حمد بن ابراهيم العبدالوهاب على أن كفاءة الطرق من المواضيع المهمة التي تمس حياة المواطنين وتؤثر بشكل مباشر في كل مستخدم للطرق في تنقلاته اليومية والتي تشمل كافة فئات المجتمع، مضيفاً أن كفاءة الطرق هي المحصلة النهائية لمجموعة من العناصر والأنشطة التي يجب أن تؤدى بشكل متكامل ضمن برنامج الجودة الشاملة حتى نحصل على طرق ذات كفاءة عالية. أنواع الطرق واستعرض د.حمد أنواع الطرق والتي تتدرج من طرق الخدمة (المحلية) والطرق التجميعية، والطرق الرئيسية، والطرق السريعة "أو الحرة "، وطرق المناطق الصناعية، مشيراً إلى أنه يتم تصميم كل نوع من الطرق لأهداف محددة، فالطرق الخدمية يتم تصميمها بهدف الديمومة وجودة القيادة، أما الطرق السريعة فبالإضافة إلى الديمومة وجودة القيادة يتم تصميمها لتحمل أحمال الشاحنات الثقيلة ومقاومة الشقوق بأنواعها وبالذات شقوق الإجهاد (الكلل)، ومقاومة التخدد والتشوهات بأنواعها، ولذلك فإن متطلبات الطرق الرئيسية الناقلة للشاحنات أكبر بكثير سواءً في مستوى التصميم أو المواصفات أو المواد أو ضبط الجودة أو دعم المختبرات المتقدمة. إنفاق حكومي سخي على أنفاق وجسور سيئة التنفيذ.. والعمالة والمهندسين الضعاف السبب ! آلية الجودة وبين د.العبدالوهاب أنه يتم اختيار المواد الداخلة في إنشاء الطرق بناءً على نوع الطريق (الأحمال المرورية)، والمنطقة الحرارية (درجة الحرارة)، ومستوى المياه الجوفية، كما تنقسم المواد الداخلة في صناعة الطرق إلى الحصى (أو الحصمة) والتي توفر البنية الهيكلية للطبقة الإسفلتية والإسفلت (أو الرابط الإسفلتي)، والذي قد يتطلب مضافات (محسنات كاللدائن) لزيادة مقاومته لدرجة الحرارة، والأحمال أو لمنع تطاير الإسفلت وانفصال الحصى من طبقة الإسفلت، ويتم اختيار هذه المواد بناء على مواصفات وزارة النقل أو المواصفات العامة لإنشاء الطرق الحضرية لوزارة الشؤون البلدية والقروية، إلا أن وجود المواصفات الجيدة والتي تتماشى مع المواصفات العالمية غير كاف ٍإذا لم يتم الالتزام بها بشكل كامل. طرق الشرقية وبين د.حمد أن المنطقة الشرقية تتصف بجو حار تصل فيه درجة حرارة سطح الإسفلت إلى 72 درجة مئوية صيفاً، كما تحمل طرق المنطقة أعدادا كبيرة من الشاحنات المحملة والتي تخدم المناطق والمدن الصناعية، بالإضافة إلى ارتفاع منسوب المياه الجوفية، كما أن الصخور في المنطقة الشرقية من المملكة ذات طبيعة رسوبية وأغلبها من الصخر الجيري والذي تتغير جودته في المحجر الواحد أفقياً وعمودياً حسب الطبقة، فقد تأتي طبقة متدنية الجودة بعد طبقة جيدة والعكس صحيح، وقد يخالطها مواد ضارة كالجبس أو الطين، مضيفاً أن الحصى الجيري متوسط إلى متدني القوة يتهشم تحت الأحمال وعالي الامتصاص عند تعرضه للماء، داعياً لاستخدامه بحذر شديد، وتحت برنامج رقابة صارم عند استخدامه في الطرق الرئيسية والسريعة، ولذلك قامت الشركة المنفذة لمدينة الجبيل الصناعية بتوريد الحصى العالي الجودة من محجر الشارقة بدولة الإمارات العربية، وأعرب عن أمله في أن يسهم ربط خط السكة الحديد بين الرياض ومكة في تسهيل نقل المواد الجيدة من محاجر غرب الرياض كالطائف إلى شرق المملكة بأسعار اقتصادية. حرارة سطح الإسفلت بالمملكة تصل ل 72 درجة مئوية وإضافة اللدائن تمنع تطايره نوعية الإسفلت ونبه د.العبدالوهاب بضرورة أن يكون الإسفلت أو الرابط الإسفلتي متماشيا مع "مواصفات الأداء"، والتي تتطلب أن يكون الإسفلت مقاوماً للتخدد عند درجات الحرارة العليا، ومقاوماً لشقوق الإجهاد عند متوسط درجات الحرارة التشغيلية ومقاوماً لشقوق الانكماش عند درجات الحرارة الدنيا في الشتاء، وهذه المواصفات متطلبة من قبل وزارة النقل ووزارة الشؤون البلدية والقروية، وقد تم تطويرها بجامعة الملك فهد للبترول والمعادن بدعم من مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية. تحسين الإسفلت وقسم د.حمد مناطق المملكة إلى ثلاث مناطق حرارية هي 64 درجة مئوية، و 70 درجة مئوية، و 76 درجة مئوية، حيث يجب أن يختار الإسفلت ويحسن باللدائن ليفي بمتطلبات الأداء للمنطقة المستهدفة، كل الإسفلت المحلي منتج من قبل أرامكو السعودية ويفي بمتطلبات الأداء لمنطقة 64 درجة مئوية فقط، لافتاً إلى أهمية تحسين الإسفلت عند استخدامه لبقية المناطق عند تنفيذ الطرق الرئيسية والسريعة. د.حمد العبدالوهاب إدارة صناعة الطرق وانتقد د.حمد بما أسماه بالعشوائية وسوء الإدارة المرورية لمواقع الصيانة ومشاريع الإنشاء، في حين امتدح ما يعمل به في الجبيل الصناعية، وعزا العبدالوهاب كثرة الاهتراء في اغلب الطرق بمدننا التي تحدث عقب حفريات الخدمات التي تحدث بعيد إنشائها إلى غياب التخطيط وهو الأمر الذي لا يحدث في مخططات شركة أرامكو السعودية أو الجبيل وينبع الصناعية. وأكد على أن صناعة إنشاء الطرق بحاجة إلى إدارة شاملة حيث يجب أن تتكامل جميع العناصر طبقا للمواصفات مع توفر التصميم الجيد للمواد وتوفير برنامج الجودة الذاتية التي يجب على المقاول تطبيقه لضبط الجودة وبرنامج تأكيد الجودة التي يجب على الجهة صاحبة المشروع إجراؤه للتأكد من التزام المقاول بالمواصفات إلى برامج التفتيش العشوائي المستقل للتأكد من البرنامجين والالتزام بمتطلبات السلامة. صناعة إنشاء الطرق بحاجة إلى إدارة شاملة خلطات الإسفلت وأشار د.حمد إلى أن تنفيذ الخلطات الإسفلتية والتي هي خلطات ساخنة يجب تنفيذها عند درجات حرارة قد تصل إلى 150 درجة مئوية، ورصها لتصل إلى الكثافة المطلوبة دون نقصان أو زيادة حسب المواصفات خلال فترة زمنية محدودة، قبل أن تبرد (تتلف)، مشدداً على أن الإدارة الهندسية في الموقع شرط أساس لنجاح عملية الرصف، كما ينبغي أن يعلم أن جودة المواد وتصميم خلطة الإسفلت وان كانت شرطا أساسيا لنجاح صناعة الطرق إلا أنها لا تكفي لضمان جودة الطريق ومنع انهياره إذا كانت عملية الإنشاء لا تفي بالمتطلبات. مستوى التنفيذ العبدالوهاب انتقد جودة تنفيذ الطرق في المملكة، وقال : بالرغم من الإنفاق السخي للدولة في البنى التحتية وبالذات في الطرق والجسور، إلا انه يلاحظ تدني مستوى التنفيذ لدى اغلب المقاولين لوجود العمالة غير المدربة، وضعف تأهيل المهندسين إن وجدوا وتدني مستوى مكاتب الإشراف وقلة المهندسين وافتقارهم للخبرة العملية في الجهات الحكومية صاحبة المشاريع. مشاكل متكررة واستعرض أستاذ هندسة الطرق بجامعة الملك فهد أبرز المشاكل التي تعاني منها الطبقة الإسفلتية والمتمثلة في التشوهات بأنواعها كالتخدد والهبوط والزحف بسبب سوء تصميم الخلطة الإسفلتية، أو سوء تنفيذ الطبقات الإسفلتية، أو لضعف وتدني جودة طبقة الأساس الحجرية، والتطاير عند التعرض للمياه السطحية بسبب سوء تصميم الخلطة أو تنفيذ الطبقات الإسفلتية، كما تعاني طبقات الإسفلت من سوء تنفيذ حفريات الخدمات والأثر السيئ الذي يتركه ذلك على المستخدم و جودة القيادة. عمر الطريق قال د.حمد إن الطرق هي الشرايين لتطور المجتمعات وتعتمد لها الدول مبالغ طائلة، فعمر الطرق الافتراضي محلياً هو 20 عاماً، فيما تطورت هندسة الطرق في الغرب لبناء طرق معمرة تخدم من 40 إلى 50 عاما ولا تحتاج إلا لبرامج صيانة سطحية وسريعة. وأضاف أنه من غير المقبول أن تفشل الطرق لدينا بالمملكة قبل عمرها الافتراضي مما يتسبب في استنزاف ميزانيات الدول، وشدد على أن صناعة الطرق مهنة المحترفين من مقاولين ومهندسين، وهي بحاجة إلى دعم تقني بتهيئة مختبرات متطورة وأطقم من المهندسين المؤهلين القادرين على تنفيذ برامج الجودة الشاملة في صناعة الطرق، ومن أبرز المشاكل التي تعاني منها هذه الصناعة تدني مستوى المقاولين والعمالة غير المدربة وضعف تأهيل المهندسين وتدني مستوى مكاتب الإشراف وقلة المهندسين وافتقارهم للخبرة العملية في الجهات الحكومية. كثرة الشاحنات تتطلب تنفيذ طرق تتحملها طرق المنطقة الشرقية السريعة الأسرع تلفاً للظروف البيئية نوعية الإسفلت ومقاومته لظروف المناخ تحددان عمره إجراء الصيانة الدورية مطلب للحفاظ على جودة الطرق المتابعة الميدانية لتنفيذ مشاريع الطرق هندسياً مطلب مهم