لم يصمد طريق أحد الشرياني في القطيف حتى لأسبوع واحد فقط، بعد الانتهاء من صيانته، وافتتاحه في وجه الحركة المرورية، حيث تدهور الطريق، وظهرت على امتداده التخددات والحفر والتموجات، فيما تسببت رشة المطر الخفيفة التي هطلت على القطيف مؤخراً بتضرر طبقة الإسفلت الرئيسة للطريق. وأوضح رئيس المجلس البلدي في محافظة القطيف شرف السعيدي ل «الشرق»، أن المجلس رصد منذ اليوم الأول لافتتاح الطريق قبل نحو عشرة أيام، ملاحظات كثيرة على أداء المقاول الذي قام بإعادة سفلتة المنطقة الواقعة بين إشارة بلدة البحاري وحتى تقاطع شارع الملك عبدالعزيز، وتم توثيق الملاحظات بالصور. وأكد السعيدي أن المجلس قام بمخاطبة البلدية رسمياً على الفور بالملاحظات التي كشفها، وذلك لطلب التوضيح حول أسباب وجود هذه الملاحظات في الطريق، وظروف استلام المشروع من المقاول بهذه الطريقة والطلب بتصحيح الوضع من قبل المقاول ومساءلة المهندس الذي استلم المشروع. وفي نظرة للتحليل الفني لحصول هذه العيوب في طبقات الإسفلت أوضح المهندس عباس الشماسي عضو المجلس البلدي في القطيف ورئيسه السابق، أن ما حصل حسب الفحص البصري الأولي حصول ما يسمى بظاهرة التطاير والتآكل (RAVELING and WEATHERING) وهي تفتت تدريجي لطبقة الرصف السطحية يعقبه طرد للحصى من مكانها وتتحول مواد الخلطة إلى مواد مفككة تشبه المواد الحجرية المفككة، وتآكل أو فقدان المواد الإسفلتية المغطية لسطح الطريق. وتشير هذه العيوب حسب الشماسي، إلى أن المواد الإسفلتية ربما تصلبت أو أن الخلطة الإسفلتية المستعملة قد تكون ضعيفة الجودة. موضحاً أن ذلك قد يكون ناجماً عن تأكسد أو تقادم المواد الإسفلتية الرابطة وانفصال الحصى، ونقص المواد، والحرارة الزائدة للخلطة، وقلة المحتوى الإسفلتي وعدم كفاية الدمك واستخدام حصمة ضعيفة في الخلطة الإسفلتية. وعند هطول الأمطار ووجود الماء الذي تخلل إلى داخل الطبقة عن طريق الفراغات ما أدى إلى التآكل، وينبغي التأكد من حدوث هذه الظاهرة قبل تحديد العلاج المناسب. وعن العلاج، أوضح المهندس الشماسي أنه يوجد دليل معتمد في وزارة الشؤون البلدية والقروية لتقويم عيوب طبقات الرصف وتوجد فيه طريقة قياس العيوب علمياً وطرق الصيانة ويلزم الرجوع إليها، مشدداً على أن يتم ذلك تحت إشراف استشاريين متخصصين لتحديد طبيعة المشكلة وتحديد العلاج وفقاً لتعليمات الوزارة في هذا الشأن. وكانت بلدية محافظة القطيف قد أعلنت قبل أكثر من شهر عن عزمها صيانة الطريق على مراحل، وقامت بإزالة الطبقة الإسفلتية بشكل كامل وإعادة رصفها من جديد، وذلك في المرحلة الأولى، التي شهدت تدهوراً بعد أيام من افتتاحها.