شهدت العديد من المناطق التونسية من ولايات تطاوين وقابس وقبلي بالجنوبالتونسي وكذلك ولاية القصرين وبعض المناطق الشعبية حول العاصمة تونس موجة من الاحتجاجات أدت إلى أعمال شغب ومواجهات مع رجال الأمن استعملت فيها الحجارة وقوارير المولوتوف والقنابل المسيلة للدموع مما خلف 14 إصابة في صفوف عناصر الشرطة وإيقافات العشرات من المشاغبين. جاء ذلك على اثر الإعلان على النتائج النهائيّة للانتخابات الرئاسيّة التي انتهت بفوز مرشّح حزب حركة نداء تونس الباجي قايد السبسي على المرشح منصف المرزوقي حيث عمد عدد من المحتجين من أنصار الرئيس المتخلي إلى التعبير عن غضبهم بإشعال العجلات المطاطية وحرق بعض المقرات الأمنية وفروع مكاتب حركة "نداء تونس"وإتلاف محتوياتها من تجهيزات ووثائق. وقد استنكرت وزارة الداخلية التونسية في بلاغ لها الاعتداء على مراكز الشرطة والحرس الوطنيين وتعمّد البعض من المحتجين إضرام النار فيها مؤكّدة أنّ مختلف وحداتها الأمنية تتولى حماية كلّ مظاهر التجمّعات السلمية بالطرق والساحات العامة مؤكدة أن لا علاقة لها بنتائج الانتخابات وأنّ وحداتها الأمنية ستتعامل مع كُلّ المظاهر المخلّة بالأمن العام بما يخوله لها القانون وكان المنصف المرزوقي الرئيس التونسية المنتهية صلاحياته أكد قبوله بما أفرزه صندوق الاقتراع مقرا بهزيمته أمام منافسه الباجي قائد السبسي وأعلن أنه لن يطعن في نتائج الانتخابات لدى القضاء مشيرا إلى أنه قرر عرض "الخروقات العديدة" التي أثارت غضب المواطنين على الرأي العام وعلى الهيئة العليا المستقلة للانتخابات. وبرر المرزوقي هذا القرار في كلمة توجه بها إلى الشعب التونسي عبر القناة التلفزية الوطنية الأولى معتبرا أن هاجسه الرئيسي الآن هو الإسراع بتشكيل حكومة لحل المشاكل المتراكمة مشددا على أن الاستقرار لا يكون إلا بتهدئة الخواطر. وتوجه بنداء لكافة أنصاره وخاصة في الجنوبالتونسي دعاهم فيه إلى القبول باللعبة الديمقراطية وبما يفرزه الصندوق وعدم إفساد هذه التجربة بأي نوع من أنواع العنف ورفض نتائج الصندوق. مؤكدا على ضرورة إعلاء مصلحة البلاد التي قال إنها تقتضي أكثر من أي وقت مضى الحفاظ على الوحدة الوطنية والترفع عن كل خطاب من شأنه أن يحقّر أو يهمّش أية جهة من جهات البلاد.. وعبر عن انشغاله لبعض التحركات غير السلمية في بعض المناطق في علاقة بنتائج الانتخابات.. وأكد على ضرورة "التحلي بالروح الرياضية وتغليب المصلحة العليا للبلاد عن أي حسابات" داعيا إلى مزيد من التآخي والتماسك والتسامح قائلا إن "تونس ستبقى أمانة بين أيدينا"، وقال المرزوقي أنه سيحدد لاحقا موقفه بكل دقة من كل القضايا السياسية في البلاد. يذكر أن عددا من مناطق جنوب البلاد قد شهدت مسيرات احتجاجية على نتائج الانتخابات الرئاسية تحولت في بعضها إلى مناوشات ومواجهات مع قوات الأمن أدت إلى حرق مقرات أمنية ومكاتب لحزب المرشح الفائز بالانتخابات وإيقاف بعض العناصر التي شاركت في أعمال الشغب. من جانبه بعث رئيس دولة الامارات العربية المتحدة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان برقية تهنئة إلى الرئيس الباجي قائد السبسي بفوزه في الانتخابات الرئاسية التونسية ونجاح عملية الاقتراع. وعبر الرئيس الاماراتي في البرقية عن التهنئة للسبسي على الثقة الكبيرة التي أولاها اياه الشعب التونسي متمنيا له التوفيق والنجاح في مهمته وتحقيق كل ما يصبو اليه الشعب التونسي من استقرار وازدهار. وأكد الشيخ خليفة بن زايد تطلعه الى تطوير وترسيخ العلاقات الاخوية التي تجمع الاماراتوتونس لما فيه مصلحتهما وخير شعبيهما. كما بعث الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الامارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي والفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة ببرقيتي تهنئة مماثلتين للرئيس التونسي.