من أهم مواد نظام تداول الأسهم في الولاياتالمتحدةالأمريكية مبدأ إعلان المستثمر عن نيته بيع كمية معتبرة من الأسهم التي يمتلكها خلال فترة محددة وذلك لتحقيق أمرين مهمين: 1- إطلاع عموم المساهمين على نية بيع لكمية ضخمة من أسهم الشركة التي يستثمرون فيها قبل وقت كاف حتى يتسنى لهم التصرف بما يكفل اتخاذهم لقرارات استثمارية بفهم تام للظروف المحيطة. 2- ضمان عدم استغلال من يملكون كميات هائلة من أسهم شركة معينة لوضع معين في السوق والقيام بتصريف جزء كبير من اسهمهم في أوضاع تفضيلية مقارنة مع بقية المساهمين. بين عشية وضحاها باع عدد من كبار المستثمرين في عدد من الشركات نسبة جيدة من الأسهم التي يمتلكونها بأسعار كانت بلاشك قريبة من «الهاي السنوي».. كميات هائلة من الأسهم تم تصريفها بأسلوب (متوحش) وتلقفها الآلاف من المخدوعين والمغرر بهم وسأضع تحت الكلمتين الأخيرتين ألف وألف خط بالقلم الغامق!! لماذا؟ لأنهم فعلاً مخدوعين ومغرر بهم حيث انطلقت جحافل من المندسين المهووسين بالمضاربات العشوائية يطلقون الإشاعات عمداً ومع سبق الإصرار والترصد لاستغلال حالة من نقص الشفافية في السوق وضعف الاحترافية لدى الطبقة الشعبية من المتداولين من اجل التصريف الحريف لأسهم ليس لها دعامات اساسية أو فنية وإنما مضاربات ما أنزل الله بها من عقل ولا منطق. كما تم توظيف الإنترنت وصالات التداول ورسائل الجوال لبث الإشاعات يمنة ويسرة لضمان وصولها إلى أكبر شريحة ممكنة مصحوبة بأيمان غليظة إن هذه الشركة أمامها مستقبل ساطع على وزن «تلميع ساطع» وتلك الشركة لديها أخبار هائلة وربما استخدموا كلمة «قنبلة» لزيادة اندفاع أولئك الذين يحبون الألعاب النارية!! وشركة أخرى ستلد ذهباً وفضة و«عباءات فرنسية» للرفع من اندفاع فئة «القلوب الخضراء»!! لايهمنا حركة التصريف في حد ذاتها ولكن المهم هو التنبه إلى تحول معاملات تداول الأسهم إلى الحرام والضرب تحت الحزام!! تجميع الأسهم بهدف تصريفها عن طريق التغرير والتدليس والاستغلال حركة غير اخلاقية لا يجب أن تتوسع في مجتمع اخلاقي وكأنها «شطارة» أوعمليات «بيع وشراء» بريئة. على الضد، يجب أن يكون هناك وعي تام لوضع خطوط بينة بين الحلال والحرام في معاملات الأسهم. إذا كان المتداولون في دول العالم المختلفة يمنعهم النظام من الغش والخداع فيجب أن يمتنع المتداولون لدينا عن العمليات المشبوهة والمشاركة فيها من خلال «الحس الديني» والرغبة التامة في «نقاء» المال وراحة الضمير. الإعلانات الجميلة لهيئة سوق المال التي نراها في الصحف هذه الأيام والهدف منها توعية المساهمين وخاصة صغار المساهمين استهدفت الفئة التي ليس لديها اليد الطولى للتأثير على حركة التداول وعمليات المضاربة وليس منها يأتي أغلب الضرر وعظيم الخطر.. الكثير من حركات المخادعة الخطيرة التي تولد الذبذبات المؤلمة في السوق والتي عادة ما يدفع ثمنها صغار المستثمرين تأتي من «فتوة» السوق وعتاة المضاربين، ولهؤلاء يجب ان تكون هناك مساحة من توعية دينية مستدامة تجعل من الممارسات المحرمة في سوق الأسهم «شبهات» ومحرمات دينية لابد وأن يحرص الكثير منهم على تجنبها والابتعاد عنها. نجد في هذا السياق مسحة من «حسن نية» في تصور جهل معظم الهوامير بالمحرمات في عمليات التداول فنقول لعل الأمر كذلك فتنقشع المشكلة من خلال «فتوى» دينية» موجهة أو رأي علمي صريح يتماشى مع منهجنا الاقتصادي الذي قاعدته (لا ضرر ولا ضرار)..