بعد حصولك على الدكتوراه وعودتك الى البلد سالما مطمئنا. بدأت بالعودة الى الحياة الطبيعية ثم اتى وقت الجد والعمل والإنجاز ورد الجميل الى هذا البلد المعطاء، بدأت بممارسة طقوسك التي اعتدت عليها كجزء من حياتك الطبيعية, وإذا بالساعة الحادية عشرة مساء وقد حان وقت السير والمشي، هي عادة قد اعتدتها رياضة وصحة لبدنك، وها هو الطريق الذي اعتدت السير عليه بعد عودتك من بلد الغربة, ثم فجأة وانت تسير مندمجاً برياضتك تسقط في فوهة عميقة, ومع محاولة انقاذ نفسك وفقد توازنك يرتطم رأسك بحافة الفتحة ويغمى عليك, وتظلم الدنيا من حولك ظلامين, ظلام انطفاء عقلك واختفاء الوعي وظلام تلك الحفرة التي وقعت فيها, أو تخيل انك ذو 17 ربيعاً وخرجت من مدرستك حاملاً طموحاتك وآمالك التي غرسها ابوك وأمك وتسعى لتحقيق طموحاتهم التي لم يستطيعوا تحقيقها والتي وجدوها فيك, ثم بالصدفة تكون قد مررت من عند تلك المهلكة البالوعة وتسقط!! لحظة لم تكن في الحسبان، لحظة لم يكن أحد حولك ليقوم بمساعدتك وقد فقدت الوعي لمدة كفيلة بالقضاء عليك فأنت قد غرقت في بالوعة الصرف الصحي. !! نهاية مؤسفة، نهاية لا تستحقها ابداً، نهاية بسبب تصرف من شركة او إدارة لا تتقن اقل أساليب الأمن والسلامة والجودة في أداء عملها، نهاية لا تليق فينا ابدا ابدا، نهاية لم اسمع او أقرأ عنها في اقل البلدان حضارة وإمكانات ووعي. اقسم بالله لو أني ذو حس وصاحب مسؤولية لن أبقى دقيقة واحدة كمسؤول او مدير طالما تسبب من هم تحت مسؤوليتي بهذا الحدث.