يشتكي أهالي الطائف من تدني مستوى الخدمات البلدية المقدمة لهم بالإضافة لمعاناة معظم أحياء الطائف مثل المنتزه والحوية على سبيل المثال لا الحصر من السيول التي أغرقت الطرقات والسيارات ومعاناة عدد من أحياء الطائف من تلف الشوارع وانجراف الأسفلت عنها مما أدى الى تفاقم مشاكل ازدحام السيارات واغلاق الشوارع وغرقها بمياه الأمطار مما سبب أضرارا اقتصادية واجتماعية باهظة وهذا لا يليق بالمدينة التي أشادت بها هيئات المدن العربية لكونها عروس المصايف العربية. تعتبر الطائف للمملكة العربية السعودية بمثابة كاليفورنيا بالنسبة للولايات المتحدةالأمريكية في جمال طبيعتها واعتدال مناخها وخصوبة أراضيها والمملكة تعول على الطائف في جذب السياح العرب والأجانب ولكونها موطن الورد الطائفي لأغراص التصدير كما أنها تعتبر رئة المملكة كمصيف يلجأ اليه المواطنون والمقيمون عند ارتفاع الحرارة في الرياضوجدةومكةالمكرمة والمدينة المنورة ناهيك عن قربها من مكةالمكرمة مهوى الأفئدة للمؤمنين من جميع أنحاء العالم. وكان أمل سكان الطائف في تفويج الحجاج والمعتمرين الى مدينتهم بعد أداء مناسك الحج والعمرة في مكةالمكرمة والمدينة المنورة فتكون مصدرا للدخل لهم على مدار شهور السنة. تعاني الطائف وتستغيث من ارتفاع نسبة حوادث السيارات التي تسبب عشرات القتلى والمصابين شهريا من المواطنين وخاصة من المعلمات والطالبات بسبب تعثر مشاريع اصلاح الطرق وترميمها واقامة الجسور في مجاري السيول والأمطار. تعاني أحياء كثيرة في الطائف ومنها الحوية الذي تقع فيه أهم المؤسسات العلمية والرياضية والعسكرية لاحتوائها على مدينة الملك فهد الرياضية وموقع جامعة الطائف الذي يضم مباني الطلبة والطالبات حيث يربو عددهم عن الأربعين الف طالب وطالبة. أيعقل أن يترك هؤلاء بدون مواصلات مؤمنة لهم بوسائل نقل عامة حديثة ومريحة وقد سبق لطالبات الجامعة الشكوى بعدم توفر المواصلات واكتظاظ الطرق المؤدية لمباني الجامعة بالسيارات. يكاد يخلو شمال الطائف من وسائل النقل العام بعد أن سحبت شركة سابتكو للنقل الجماعي بأصاتها التي كانت تصل الى موقع الجامعة في الحوية. أيعقل عدم توفر وسائل مواصلات عامة في الطائف في عصر العلم والتكنولوجيا والثورة الرقمية واقتصاد ومجتمع المعرفة؟ في الدول المتقدمة لا تستخدم السيارات الخاصة سوى في أيام العطل الأسبوعية او الرحلات الخارجية ولنأخذ على سبيل المثال سويسرا التي عشت فيها ما يزيد على خمس سنوات حيث تخدم الباصات العامة فيها المواطنين 24 ساعة في اليوم بناء على توقيت محدد لكل محطة بحيث يعرف المواطن متى يتواجد الباص في المحطة بالدقيقة والثانية. لا ينقصنا في المملكة الإمكانيات المادية إذن أين الخلل؟ يكمن الخلل في ضعف الجودة والتطوير وسوء الإدارة لمرافق الطائف ومشروعاتها في مراحل التخطيط والتنفيذ والمتابعة والرقابة والمحاسبة وأعتقد جازما أن التقصير لا يقع على شخص بعينه وإنما المسؤولية موزعة بين عدة دوائر من بينها أمانة الطائف والبلدية ودائرة السير ومحافظة الطائف ووزارة الأشغال العامة والمواصلات والمواطنين أنفسهم الذين لا يلتزم الكثير منهم بقواعد السير مما يعيق حركة المرور في الطائف. من المفيد التقدم بعدد من المقترحات لتحسين الخدمات في عاصمة المصايف العربية كتشكيل لجنة لدراسة مشاكل مدينة الطائف المتعلقة بالبنية التحتية والسدود والطرق والمواصلات بحيث تتشكل اللجنة من خبراء ومهندسين واداريين واقتصاديين ومختصين في تكنولوجيا المعلومات والاتصالات من القطاعين العام والخاص وأن يكون لجامعة الطائف تمثيل في اللجنة لحل مشكلة الطلاب والطالبات الذين يعانون من التأخر عن المحاضرات بسبب عدم توفر المواصلات العامة لمواقع الجامعة مما يؤدي الى حرمانهم من الاختبارات النهائية وأن تكثف إدارة المرور من تواجدها ورقابتها في اماكن ازدحام السيارات وخاصة أيام تساقط الأمطار والقيام بدراسات الجدوى الاقتصادية لمشروعات البنية التحتية في الطائف وإرساء عطاءاتها على المتعهدين الذين يتمتعون بخبرة وكفاءة متميزة في تنفيذ المشاريع وأن لا يتم ترسية المشاريع على أقل الأسعار بدون الأخذ بالاعتبار جودة المخرجات وأن يتم توجيه دعوة لمؤسسة النقل الجماعي "سابتكو" باعادة باصاتها للعمل في الأحياء النائية وخاصة في حي الحوية لخدمة طلبة وطالبات الجامعة في عروس المصايف العربية. * أستاذ الاقتصاد ومستشار التطوير والجودة بجامعة الطائف