لا جديد يذكر ولا قديم يعاد، خسر "الأخضر" كأس الخليج تواصلاً لإخفاقات عدة بدأت منذ كأس آسيا 2004 وصولاً إلى يومنا هذا فمن ذلك التاريخ لم نشهد أي إنجاز يذكر سوى الوصول إلى نهائي آسيا 2007 وخسارته أمام العراق أعقبه إخفاقات عدة أهمها خسارة نهائيات خليجي 19 و20 و22. عانى المنتخب السعودي الأمرّين في تجاربه الأخيرة وذقنا مر الخروج من جميع البطولات تقريباً، جربنا المدرب العالمي ودفعنا من أجل التعاقد معه الملايين، بل دفعنا ضعفها شرطاً جزائياً لهُ فهو لم يأت إلا بالخيبات وتكدس الديون، كانت تجربنا مع المدرب المغمور لوبيز كارو الذي بفشله يتأكد أن علة المنتخب إدارية في المقام الأول، فالاتحاد السعودي عاجز أن يدير نفسه بكل استقلالية وحرية فهو وأصبح اتحادا مخترقا وهذا ما كشفته لنا ثلاثة اعوام مع أحمد عيد ورفقائه. النظام هو مشكلة الاتحاد السعودي منذ عقود والإدارة تُعرف بأنها عمل القيادة التنفيذية وتعمل من خلال النظام، لكن الاتحاد السعودي يدار بالمحسوبيات والعشوائيات، فلطالما طالبنا بأن يكون الاتحاد السعودي منتخبا، ولكن لم نكن نعلم أن المحسوبيات أحياناً أفضل من الانتخابات، فالأكفاء في الإدارة الرياضية يندر وجودهم واتحاد عيد فشل فشلاً ذريعاً لدرجة أنه أوجد لنا بعض اللجان التي تديرها مجموعة من المتعصبين الرياضيين. أصبحت النقاشات حول الاتحاد السعودي مفروغا منها لاسيما أن الرئيس العام الأمير عبدالله بن مساعد وقع على نهاية اتحاد الكرة رسمياً بعد ظهوره الإعلامي الذي أكد حقيقة الديون المتراكمة على الاتحاد وأبدى تعجبه من تأخير تقديم الميزانية للرئاسة واكتفى بالقول إنه لن يبقي من أعد الميزانية في مكتبه لو كان أحداً من موظفيه، وهذه إشارة واضحة تدل على عدم رضاء أكبر الجهات الرياضية عن عمل الاتحاد الذي لا إنجازات تذكر له وهو لا يملك قراره بسبب ضعفه فكيف أن تتم سداد ديونه بمكرمه ملكية لنكتشف لاحقاً ديونا فاقت ال141 مليون ريال حسب تأكيد الرئيس العام. استعارة الروماني كوزمين من نادي الأهلي الإماراتي خطوة سيئة تدل على الفشل المستمر ومن المستحيل أن شهرا واحدا فقط كاف لتحقيق النتائج أو بناء منتخب منافس على الرغم أن المدرب يملك خبرة طويلة في الملاعب الخليجية وسبق له التدريب في السعودية. آسيا قريبة والمنتخب يعاني بسبب قيادة ضعيفة وستحمل هذه البطولة مزيداً من الإخفاقات والخيبات وهذه الكبوات كفيلة بأن تطيح باتحاد عيد، وإن كان قرار حل الاتحاد السعودي هو ملك الجمعية العمومية فقط والتي لايزال الاتحاد السعودي يتهرب من عقد اجتماعها وهذه كارثة أخرى تكشف لنا وضع الاتحاد. ما الذي سيفعله المنتخب السعودي في آسيا تحت قيادة كوزمين؟