بالامس القريب ودعت محافظة شقراء ابنها البار الشيخ عبدالرحمن بن عبدالله بن عمر العبدالكريم (أبو عبدالمجيد) المستشار بالديوان الملكي سابقاً عضو مجلس أهالي شقراء – والذي صلي عليه في جامع الملك خالد بالرياض عصر الاثنين الماضي 16 / 2 / 1436ه ؛ حيث عُرف عن الفقيد رحمه الله جهوده المتعددة تجاه مدينته ومسقط رأسه "شقراء" حيث امضى سنواته الاخيرة بعد التقاعد عن العمل الحكومي في كتابة القصائد والمطالبات لمسقط رأسه لدى عدد من الوزارات والجهات الحكومية من أجل المشاريع التنموية لها وافتتاح فروع لتلك الوزارات في مدينته مما كان له الاثر الكبير في تحقيق المطالبة لتلك المشاريع. هذا وقد ولد الأديب عبدالرحمن العبدالكريم في شقراء عام 1343 ه ويقول الفقيد عن نفسه إنه بدأ التعليم في الكتاتيب على يد الشيخ عبدالعزيز بن عبدالرحمن بن حنطي وفي شهر صفر عام 1360 التحق بأول مدرسة نظامية امر بفتحها في شقراء الملك عبدالعزيز رحمه الله، وقد حصل على الشهادة الابتدائية عام 1364 وعين مدرسا في نفس المدرسة براتب 50 ريالا كما عين وكيلا ثم مديرا في نفس المدرسة وفي عام 1374ه عين مشرفاً في منطقة حائل كما عمل رحمه الله في جامعة الملك سعود وفي عام 1386ه نقلت خدماته الى ديوان رئاسة مجلس الوزراء ثم الى الديوان الملكي مستشاراً بالمرتبة الخامسة عشرة وحتى تقاعده في عام 1418ه وقد صدر له عدة دواوين شعرية بخط يده وله مشاركات أدبية وثقافية عدة ومقالات عن التعليم في شقراء. هذا ويقول الفقيد انه وحرصا منه أن يكون مستوى التحصيل الدراسي جيدا لدى الطلبة المتخرجين من الصف السادس آنذاك صار يقوم بإعطاء دروس خصوصية بعد عصر كل يوم تبرعا منه وبلا مقابل وذلك لعدة سنوات ويضيف رحمه الله: اتفقت مع بعض زملائي المعلمين على فتح فصلين لكبار السن لمحو الأمية في بلدنا شقراء وقد التحق بها قرابة 30 شخصا واصبحوا يقرأون ويكتبون كما اتفقت مع بعض الزملاء منهم إبراهيم بن سعد الهدلق وعبدالله بن عبدالرحمن الدريس وعبدالعزيز بن صالح المقرن يرحمهم الله وغيرهم من الزملاء على افتتاح ناد أدبي في فناء المدرسة يلقى فيه عصر كل يوم جمعة عدد من النصائح أو الأفكار التي تؤدي إلى زيادة الوعي والثقافة لدى المجتمع. الجدير بالذكر أنه جرى تكريم الفقيد من قبل أهالي شقراء في شهر ذي القعدة من عام 1427ه في احتفال كبير اقيم في شقراء. ولعلي أعتذر كثيرا عن القصور في هذه الاسطر القليلة التي مهما قلت فيها عن الفقيد فلن اوفيه حقه من الكتابة فهو علم من اعلام شقراء في حبه لمسقط رأسه شقراء مثله مثل أبنائها البررة الاوفياء وهم كثر ولله الحمد فهناك من هو علم بدينه وبماله وبجاهه والوجاهة وبعلمه وأدبه وبقلمه مثلهم مثل الاوفياء من أبناء هذه البلاد الغالية حيث إن وفاءهم وحبهم لبلادهم حب لوطنهم وامتداد لخلقهم الرفيع أولا وآخرا ولكن ما اسعدني ان هناك شارعا سيخلد ويكتب باسمه وفاء لهذا الرجل الوفي لبلده.. رحمه الله واسكنه فسيح جناته وألهم اهله وذويه الصبر والسلوان وجعل ما قدمه شاهداً له في ميزان حسناته..