تؤدي المنافسة بين الأفراد والمجموعات إلى نتائج إيجابية وغير متوقعة، وترفع سقف الطموحات وتخلق جواً من المثابرة والقدرة على مواجهة التحديات والعقبات، ولذا تستثمرها الشركات والمؤسسات الأكاديمية في تحفيز الطلاب والباحثين. وإدراكاً من شركة شل لهذه الجوانب الهامة، لا تزال تنظم شل إيكو ماراثون Shell Eco-marathon منذ ما يزيد عن ستين عاماً، منافسة فريدة ومبتكرة بين فرق من طلاب الجامعات والمدارس من جميع أنحاء العالم لتصميم وتصنيع واختبار السيارات الموفرة للطاقة، والتي يقوم بتصميمها وتصنيعها واختبارها تلك النخبة من الطلاب. الفائز في هذا الماراثون الفريد من نوعه، هو الفريق الذي تقطع سيارته أطول مسافة بأقلِّ كمية وقود، والرقم العالمي اليوم هو 5387 كيلو مترا باستهلاك لتر واحد فقط من البنزين، وبالإضافة هناك منافسة على لقب أفضل تصميم، وأفضل فريق، وأفضل فريق في تطبيق إجراءات السلامة. هذا وتشارك المملكة العربية السعودية للمرة الأولى في هذه المسابقة من خلال 4 فرقٍ من 4 جامعات، وهي جامعة الفيصل وجامعة الملك سعود وجامعة الأمير محمد بن نايف وجامعة الملك فهد للبترول والمعادن وسوف تنافس هذه الفرق فرقاً تمتلك تجربة سابقة في هذه المسابقة. ومن هذه الفرق فريق جامعة الفيصل بالرياض، حيث يعكف سبعة طلاب على مشروع تصميم وتصنيع أول سيارة سعودية تنافس في هذا الماراثون العالمي، وفي معمل صغير يعجُّ بالحماس والإبداع والطموح يعمل هذا الفريق ويخوض هذه التجربة بما تحمله من جوانبَ إنسانية وشخصية، والكثير من الأحلام على المستوى الشخصي والوطني. وعن بداية العمل في المشروع صرّح عبدالمحسن البابطين رئيس فريق الجامعة قائلاً: "بدأ الأمر بمخاطبة شركة شل للجامعة، وفي تلك الفترة قمتُ مع زملائي بالاستفسار عن وجود أبحاث إضافية نستطيع أن نقوم بها خارج إطار المواد الدراسية الأساسية، فعرض علينا المشرف الأكاديمي المشاركة في الماراثون، وفي البداية لم نتحمس للموضوع كثيراً، ولكن بعد تفكير ومناقشة بيننا، وجدناها فرصة رائعة لتحقيق شيء استثنائي وإنجاز على الصعيدين البحثي والتطبيقي". وأضاف إلى ذلك، "طلبنا من الجامعة أن تعطينا الإذن بالمشاركة في الماراثون، وطلبتْ منا الجامعة التواصل مع شركة شل، التي سعدت بتواصلنا ودعتنا إلى مقرها الرئيسي، وقدمت لنا نبذة عن الماراثون وإجراءات التقديم للمشاركة والدعم الذي يمكن أن تقدمه الشركة لنا، وهذا ما حصل، فقد قدمت الجامعة مقرَّ المعمل وقدمت شركة شل الدعم اللازم لإتمام المشروع". وعن النموذج الأول الذي تمَّ تصميمه وتصنيعه، يقول ماجد السويلم أحد المشاركين في الفريق: "استغرق العمل على النموذج الأول أكثر من أربعة أشهر، وكان بدائيًّا ويتكون من موادَّ ثقيلة، ويحتوي على الكثير من العيوب التقنية والفنية، ولذا تم الاستغناء عنه والبدء بالعمل في نموذج جديد، وهو ما نعمل على إتمامه الآن، فقد استفدنا من الأخطاء التي وقعنا فيها عند تصميم وتصنيع النموذج الأول». وأضاف السويلم: "في النموذج الثاني، استطعنا أن نصل إلى هيكل أكبر حجماً، وأقوى تحملاً وأخفَّ وزناً، وقمنا باستخدام العديد من الأنظمة والاختبارات على الهيكل؛ للتأكد من قوته ومناسبته لتصميم وتصنيع السيارة التي نريدها".