امام الوزراء الجدد الذين صدرت مراسيم كريمة بتعيينهم مؤخرا تحديات كثيرة يواجهونها خلال سنوات قيادتهم للوزارة منها خمسة تحديات هي: أولا: الكفاءات والتعاقب الاداري ان أول ما يهتم به القائد في أي منظومة عمل هو اختيار فريق كفوء وصاحب فاعلية، قادر على أن يتحمل معه مسؤوليات العمل، ويساهم في تجاوز التحديات وصناعة النجاح والانجاز. والوزراء يتحملون مسؤولية اختيار من يعمل معهم كصف قيادي، وبالتالي فهم في مرحلتهم الاولى يقيمون الطاقات الموجودة في وزاراتهم؛ لتثبيتهم، أو ترقيتهم، أو استقطاب كفاءات من خارج الوزارة قادرة على التناغم الايجابي مع انطلاقة العمل في ظل قيادة جديدة. ان وجود سياسة وخطة للتعاقب الاداري لقيادات الوزارة تمثل احدى صور نجاح الوزير في تهيئة قادة يتولون المسؤوليات ولهم القدرة على السير بمركب الوزارة بكفاءة عالية، فتطوير القدرة على القيادة يتطلب زمنا ينبغي مراعاته. ويلحق بذلك اهتمام الوزير كقائد بوجود هيئة استشارية ذات مواصفات عالية من التأهيل والخبرة تساعده في تقديم وانضاج المبادرات وتقديم الرؤى والحلول الابداعية لحل المشكلات. يقول وودر ويلسون (انا لا استخدم فقط كل ما املك من قدرات ذهنية، ولكنني استخدم ايضا كل القدرات التي يمكنني ان استعيرها). ثانيا: البيئة الداخلية للوزارة لا يمكن لأي شخص أن يسير بمنظومة قائمة فيها جوانب متعددة من الخلل او التعقيد في الاجراءات أو انخفاض مستوى الاداء تبعا لبيئة قد تشجع على مثل هذا الانخفاض، وبالتالي فهذا التحدي الذي يواجهه الوزراء يقتضي دراسة بيئة العمل الداخلية للوزارة والتعامل معها بحكمة ومعالجتها ابتداءا من رفع الروح المعنوية للموظفين، وتكريم وتحفيز الجادين والفاعلين منهم،وتأهيلهم في مجالات متعددة وفقا لمواقعهم ومسؤولياتهم وواجباتهم الوظيفية مع مراعاة من تقتضي وظيفتهم التعامل مع الجمهور تأهيلهم في مجال العلاقات العامة وحسن التعامل وتعزيز القيم الاخلاقية في التعامل بين الموظفين ومع الجمهور. وكذلك العمل على تعديل الانظمة واللوائح وتبسيط اجراءات العمل وتسهيلها، وسرعة انجاز الاعمال، وليدع كل من يستفيد من خدمات الوزارة يلمس ذلك ويثني على جهود الوزير ومن معه، كما ان من التحديات ذات العلاقة ببيئة العمل الداخلية تهيئة اماكن العمل المناسبة للموظفين واضافة اللمسات الجمالية للمباني مما يمنح راحة نفسية للموظفين تساعد على انجاز افضل. ثالثا: أصحاب العلاقة ان الاطراف المتعاملة مع الوزارة او من يطلق عليهم اصحاب العلاقة سواء كانوا وزارات اخرى مؤسسات عامة او خاصة او شركات او جمعيات او افراد مواطنين او وافدين يمثل التعامل معهم احد التحديات امام قيادة الوزارة، وهؤلاء لهم متطلباتهم واحتياجاتهم التي يقتضي التعامل معها درجة عالية من النفس الطويل الذي يساعد على تطوير هذه العلاقات او بناء شراكات تخدم جميع الاطراف، وتيسير الخدمات بعدالة للجميع، وكذا ايجاد اليات مناسبة لتلقي الشكاوى والملاحظات والتواصل مع مقدميها وحل الاشكالات وفق النظام بما يحفظ الحقوق، مما يعكس صورة ايجابية عند هؤلاء عن الوزارة والقائمين عليها رابعا: الاعلام وشبكات التواصل الاجتماعي ان وسائل الاعلام المرئي والمقروء والمسموع وشبكات التواصل الاجتماعي تمثل نبض ومقياس لرأي الناس في الوزارة وادائها، وهو تحدي يتطلب تفهم لهذا الدور والتعامل معه بقدرة وكفاءة عالية، وتوظيف المعلومات الموثوقة والمصداقية في البيانات والتصريحات والشفافية في تناول المواضيع خير وسيلة للاستفادة مما يطرح في هذه الوسائل والرد عليه وبيان وجهة نظر الوزارة بشأنها، مع الاخذ في الاعتبار تجاوز مالا دليل عليه، او تعميم حالات فردية يمكن النظر اليها منفردة، وكذا تجاوز التهم الموجهة من اشخاص مجهولي الهوية. يقول هوارد هندريك (يمكن ان تبهر الناس وانت بعيد عنهم، لكنك لن تستطيع ان تؤثر فيهم الا اذا اقتربت منهم) خامسا: الانجازات و الخطة الخمسية والسنوية ان من اكبر التحديات التي تواجه الوزراء هو تحقيق الانجازات المستهدفة في الخطط الخمسية او السنوية، مما يتطلب اهتماما كبيرا من كل وزير بملف الانجازات الذي يقتضي ان يكون حاضرا على طاولة اجتماعات الوزير مع اركان الوزارة ويناقش بالتفصيل بشكل دوري مع تحميل اركان الوزارة كل فيما يخصه من مسؤوليات. ومن واجبات اركان الوزارة طرح ومناقشة معوقات الانجاز بكل شفافية مع تقديم مقترحات وحلول ابداعية لتجاوزها والتغلب عليها. ختاما.. ان أهم ما يتطلع اليه من يعمل في الوزارات هو طبيعة وأثر القرارات التي تتخذها قيادة الوزارة ومدى الالتزام بتنفيذها من خلال العمل اليومي، يقول جون سي ماكسويل: (تتخذ القرارات في لحظة، ولكن التطور يأتي من المجهود اليومي). مقولة اعجبتني: (تأتي الانجازات من امتلاك القدرة على البدء في شيء جديد).