برعاية سمو ولي عهد أبوظبي رئيس مركز الإمارات للدراسات والبحوث الإستراتيجية سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، عقد المركز أمس مؤتمرا موسعا بمناسبة مرور 20 عاما على إنشائه بعنوان "المراكز البحثية ودورها في دعم السياسة العامة" بحضور عدد كبار الشخصيات من المملكة ومن دولة الإمارات ودول مجلس التعاون لدول الخليج العربية فضلا عن ممثلي عدد من مراكز البحوث والسياسات العامة وشخصيات رفيعة المستوى ومفكرين من بلدان عربية وعالمية. واستهل الدكتور جمال سند السويدي مدير عام المركز، جلسات المؤتمر بكلمة ترحيبية في الجلسة الافتتاحية تحدث بعدها كل من الدكتور يحيى بن محمود زين الدين بن جنيد الأمين العام لمركز الملك فيصل للدراسات الإسلامية في المملكة وستيفن بينيت نائب الرئيس والمدير التنفيذي للعمليات في مؤسسة بروكينجز بالولاياتالمتحدةالأمريكية. الدكتور جمال سند السويدي وناقش المشاركون بالمؤتمر، محاور عدة منها بيان أهمية إسهام المراكز البحثية في دعم السياسة العامة وتطويرها بالإضافة إلى استعراض نماذج عالمية تتعلق بدور المراكز البحثية في دعم القرار منها نماذج أمريكية وأوروبية وآسيوية وعربية، مؤكدين في نقاشات شهدتها جلسات المؤتمر على أن عملية رسم السياسة العامة تعد مسألة حيوية ودقيقة تخضع في الدول الناجحة والمتقدمة لرؤية إستراتيجية متعددة الأبعاد وتسهم المراكز البحثية المرموقة والمعتد بها في رفد تلك العملية وتعزيز فرص نجاحها. وتناول المؤتمر التحديات التي تعترض عمل المراكز البحثية العربية وآليات تفعيلها إلى جانب بحثه في إشكالية العمل البحثي في العالم العربي ودور المراكز البحثية في تشكيل الأمن والاستقرار مع عرض تجارب لرؤية مستقبلية للدراسات الاستشرافية في المراكز البحثية العربية. وعقد المؤتمر حلقة نقاشية للنظر في دور المراكز البحثية العربية في التعامل مع التحولات الإقليمية والدولية. وعبر عدد من المشاركين عن سعيهم خلال المؤتمر إلى العمل على الربط مستقبلا بين مراكز البحوث الإستراتيجية ومراكز البحث العلمي لاستثمار معطياتها في رسم ملامح الرؤى الاستشرافية التي تسهم في تخطيط السياسات العامة وصناعة القرار. وأكد عدد من الأكاديميين المشاركين في المؤتمر، أهمية هذا الملتقى في هذا الوقت الذي تواجه فيه المنطقة تحديات كبيرة. وحملت الجلسة الأولى عنوان "أهمية المراكز البحثية في دعم السياسة العامة" تلتها فترة نقاش قبل أن تنطلق الجلسة الثانية التي حملت عنوان "المراكز البحثية ودورها في دعم القرار: نماذج عالمية" التي ترأسها جاسم الحوسني من مركز الإمارات للدراسات والبحوث الإستراتيجية. وقدم ديفيد ماك الخبير في معهد الشرق الأوسط والسفير الأسبق للولايات المتحدةالأمريكية لدى دولة الإمارات العربية المتحدة ورقته البحثية بعنوان "المراكز البحثية وصياغة السياسات في الولاياتالمتحدة" وأعقبها تشارل سان برو مدير مرصد الدراسات الجيوسياسية في الجمهورية الفرنسية الذي تحدث عن "المراكز البحثية ودورها في دعم صنع القرار: مرصد الدراسات الجيوسياسية" ثم تحدث ضياء رشوان المدير العام لمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية في جمهورية مصر العربية عن "تجربة مركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية". وفي الجلسة الثالثة التي حملت عنوان "التحديات التي تعترض عمل المراكز البحثية العربية وآليات تفعيلها" وترأسها عبدالله السويدي من مركز الإمارات للدراسات والبحوث الإستراتيجية تحدثت الدكتورة نيفين عبدالمنعم مسعد مديرة معهد البحوث والدراسات العربية التابع لجامعة الدول العربية من جمهورية مصر العربية عن "إشكالية العمل البحثي في العالم العربي" أعقبها الدكتور أنتوني كوردسمان أستاذ كرسي في الشؤون الإستراتيجية بمركز الدراسات الإستراتيجية والدولية في الولاياتالمتحدةالأمريكية وحملت ورقته البحثية عنوان "دور المراكز البحثية في تشكيل الأمن والاستقرار" وسيليه الدكتور عبدالحق عزوزي رئيس المركز المغربي متعدد التخصصات للدراسات الإستراتيجية والدولية في المملكة المغربية وتحمل ورقته البحثية بعنوان "الدراسات الاستشرافية في المراكز البحثية العربية: رؤية مستقبلية". وشهدت المؤتمر عقد جلسة نقاشية بعنوان "المراكز البحثية العربية ودورها في التعامل مع التحولات الإقليمية والدولية" وترأستها أمل المسافري من مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية وشارك فيها كل من اللواء متقاعد خالد البوعينين رئيس مؤسسة الشرق الأدنى والخليج للتحليل العسكري INEGMA من دولة الإمارات العربية المتحدة.. واختتم المؤتمر أعماله بكلمة الدكتور جمال سند السويدي مدير عام مركز الإمارات للدراسات والبحوث الإستراتيجية.