الدكتور محمد آل هيازع، الذي نال ثقة خادم الحرمين الشريفين، الملك عبدالله بن عبدالعزيز، بتعيينه وزيراً للصحة استهل استجابته للثقة الملكية، بأن صرح بأن منهجه في العمل هو ثقافة الفريق.. و"العمل مع كافة الزملاء والزميلات في الوزارة بروح الفريق الواحد، لتحقيق رؤية خادم الحرمين الشريفين أيده الله". قطعاً إن مرفقاً خدمياً بحجم وزارة الصحة وأهميتها ومسؤولياتها لا يجب أن يدار بالمركزية، أو الانفرادية.. أو الرؤية الاحادية. ولا شك أن منسوبي الصحة في مختلف القطاعات الحكومية والخاصة مستبشرون بتصريحات الوزير آل هيازع، والتصور المبدئي الذي طرحه لأسلوب العمل في الوزارة خلال المرحلة القادمة، ومنهجه في العمل الذي يضيف إنجازات إلى من ما حققه من سبقه في هذا المهمة الوطنية.. وقد شكرهم الوزير الجديد، وأثنى على جهودهم.. ولا شك أنهم يستحقون الشكر والثناء. وعندما يقول الدكتور آل هيازع إنه يتبنى "عمل الفريق"، فتقديرنا أنه يعكس خبراته العملية في الإدارة والتعليم، وخلفيته العلمية وكونه عالم كيمياء يؤمن بأن التفاعلات هي نتاج مدخلات محسوبة تنجزها فرق عمل. الوزير آل هيازع القادم من جامعة جازان الوليدة، وله فيها إنجازات، يدرك أن الصحة في دائرة المراقبة باستمرار، لأنها حياة المواطن.. ولذلك فسياسة "عمل الفريق" ينبغي أن تصاحبها شفافية في الإفصاح والمكاشفة.. مكاشفة المستهدفين بخدمات الصحة بالحقائق، والانصات لهم، وتقدير شكاواهم وزفراتهم التي تصدر لعدم إمكان الوصول إلى الخدمة في وقت الحاجة.. ويا لها من حاجة. والوزير آل هيازع يعلم أن ملفات عاجلة وحساسة ومهمة بانتظاره ليحسمها وليبني على ما حققه سابقوه.. ولعل أهم هذه الملفات العاجلة والحساسة مواجهة فيروس" كورونا"، وصد "إيبولا". والوزير الجديد أمامه تحديات إكمال المدن الطبية بالمناطق، والتأمين الصحي، والمشاريع التي تحت الإنشاء، وكذلك الرعاية الصحية الأولية التي تعاني نقص الكوادر والتجهيزات.. فإذا لم نؤهل هذه الخدمة ونجعلها متاحة فلن نستطيع السعي بالصحة للمواطن في القرى والهجر.. بالتأكيد ليس بيد الوزير الجديد أن ينجز في وقت واحد هذا الكم من المهام التي تراكمت، ولكن بإمكانه تحريكها وتسريعها، وإزالة العوائق أمامها، خاصة عائق البيروقراطية الإدارية، التي تعطل المشاريع والأفكار، بل تدفنها. ولا نشك أن الوزير الجديد لديه رؤية في التعامل مع الإعلام.. ولكن رؤية من هو في قيادة وزارة مثل الصحة تختلف من حيث إن هذا المرفق مقصد مهم للإعلاميين، ولذلك يرى الإعلاميون أن توسع الصحة مساحة تعاطيها مع الإعلام، ليس فقط من خلال القنوات والوسائط الوزارية التي تتيح المعلومة، ولكن أيضاً بعقد اللقاءات الدورية التي تجعل المواطن يقف على ما يجري في هذا المرفق.