أكد ذلك تقرير التنمية البشرية لعام 2014م والذي حمل عنوان "المضي في التقدم.. بناء المنعة ودرء المخاطر" والذي وضع المملكة في مصاف الدول المتقدمة في التنمية البشرية. وقد جاء تحقيق المملكة العربية السعودية لهذا الإنجاز غير المسبوق من برنامج الأممالمتحدة الإنمائي لعام 2014م العربي والعالمي وفي مجموعة العشرين (G20) عندما تبوأت المملكة المرتبة ال (34) عالمياً والثاني عربياً وخليجياً والمركز العاشر في مجموعة العشرين منظمة الى مجموعة الدول ذات التنمية البشرية المرتفعة جداً. وتطرق التقرير الى واقع المملكة المشّرف من حيث الناتج عن مسيرة التنمية الاقتصادية والاجتماعية وعن مستويات الرضا المرتفعة فيها تجاه عناصر التنمية البشرية فيها. وحمل التقرير تطورات إيجابية مهمة تخص البناء والتطور والنهوض بالتنمية البشرية التي تعد أساس تقدم الشعوب ونهضتها، ودليلاً على تحسن الناتج عن مسيرة التنمية في المملكة اقتصادياً واجتماعياً بما فيها انجازات الموارد المالية. وعندما ننظر لمنهجية التقرير والتي اتبعت منذ عام 2010م لقياس مستويات التنمية البشرية جاء تقرير 2014م محاولاً النظر في جانب مهم جداً آخر ألا وهو "العوامل التي تعّرض التنمية البشرية للمخاطر" وبين كيفية تغير المخاطر باعتماده "نهج دورة الحياة" بهدف مساعدة صانعي القرار والجهات المعنية بالتنمية في السعي الى اعتماد سياسات تركز على درء المخاطر وبناء المنعة. ويعتبر مؤشر التنمية البشرية أحد المؤشرات التي ابتكرتها هيئة الأممالمتحدة، وتعتبر مجالات التعليم والصحة ودخل الفرد هي العناصر الثلاثة التي يبنى عليها تقرير التنمية البشرية وفيها يقاس تقدم الشعوب. ويبذل المدير العام لبرنامج الأممالمتحدة الإنمائي وزملاؤه الأعضاء في البرنامج جهوداً جماعية جبارة يشكرون عليها في سبيل بث تقارير ذات استقلالية متينة ورأي مبين ومن ضمنها تقرير التنمية البشرية والذي أصبح في وقتنا الحاضر وما نشهد من تطور في الممارسات التنموية وما طرأ عليها، اكتسب هذا البرنامج الإنمائي عبر السنين سمعة عالية مستحقة في التفوق والنجاح. وفي هذا العهد الميمون عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود – حفظه الله – جاء هذا التقدير والمكانة العالية لما تحظى به المملكة من ثقل عالمي وعربي وهو أيضاً نجاح لما وضعته حكومته الرشيدة من خطط تنموية مستدامة ناجحة. ولما تحرص عليه المملكة وباستمرار من تعزيز لحقوق الإنسان والفكر التنموي والاهتمام الفائق بمجالات تنموية تجاه الفرد والمجتمع، كالتعليم والصحة والنمو الاقتصادي. وبتوجيهات منه – أيده الله – ضخت الدولة تريولونات الريالات والتي خصصتها للتعليم والاستثمار البشري والقطاع الصحي عبر ميزانيات الدولة العامة تباعاً. وهذا الاهتمام غير مستغرب عطفاً على دور المملكة الريادي على المستويين الإقليمي والدولي وتصدرها قائمة الدول المانحة. نبارك هذا الانجاز المهم الذي يجير باسم الوطن ونرفع التهنئة الى مقام خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود – متعه الله بالصحة والعافية – والذي يقف خلف كل إنجاز تحققه المملكة في جميع المجالات وذلك لسخائه ودعمه اللا محدود والذي نقل المملكة الى مصاف الدول المتقدمة تنموياً واقتصادياً. ونهنئ صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، والى صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز آل سعود ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء المستشار والمبعوث الخاص لخادم الحرمين الشريفين والى الشعب السعودي كافة.