أكد وكيل وزارة الصحة المساعد للرعاية الصحية الأولية، الدكتور محمد بن عمر باسليمان، أن الرعاية الصحية الأولية في المملكة حققت إنجازات كبيرة بشهادة منظمة الصحة العالمية خلال السنوات الخمس والعشرين الماضية، مما انعكس على المؤشرات الصحية في المملكة، وعلى سبيل المثال أصبحت المملكة بين الدول العشر الأولى في العالم من حيث التغطية بالتطعيمات وانخفضت معدلات الوفيات بشكل كبير وتحسن العمر المتوقع عند الولادة ليصل الى 74 سنة. غير أن باسليمان قال في تصريح ل "الرياض" إن الرعاية الصحية الأولية تعاني نقصاً كبيرا في الكوادر المتخصصة في طب الاسرة التي تغطي الخدمات، وأشار إلى أن العدد الموجود حالياً نحو 400 طبيب أسرة بينما العدد المطلوب 4 آلاف طبيب لتغطية الخدمات في جميع المراكز. وقال باسليمان إن وزير الصحة المكلف مهتم كثيراً بتطوير الصحة العامة والرعاية الصحية الأولية، وقبل فترة عقدت ورشة عمل شارك فيها جميع المساعدين من المناطق لإعادة هيكلة الصحة العامة وخدمات الرعاية الصحية الأولية. وأوضح أن الوزارة الآن في طور مراجعة الوضع الحالي من خلال استحضارالتجارب الدولية في مجال الصحة العامة. والتركيز الآن على أطباء الأسرة لأنهم الأساس لمراكز الرعاية الصحية الأولية. وأوضح باسليمان أن الوزارة تقوم بتغطية النقص في أطباء الرعاية الأولية باستقطاب أطباء من الخارج، وبالتوازي يجري العمل على محور مهم، هو تطوير مراكز الدراسات العليا لطب الأسرة سواء تلك المرتبطة بالوزارة أو القطاعات الأخرى، وتشجيع الأطباء العاميين والمتخرجين من كليات الطب للالتحاق بها. وفي اجابته عن سؤال "الرياض" بشأن الحلول المطروحة لتطوير مراكز الرعاية الصحية الأولية، أشار د. باسليمان إلى أن هناك عدة مراحل، وكانت لدى الوزارة مشكلة المباني لأن معظمها مستأجر، وغير مهيأة لتقديم الخدمات بطريقة مناسبة، ويتم الآن إحلال 1670 مركزاً، تم الانتهاء من 880 والباقي على الطريق.. وهذه المراكز تجهز بتجهيزات حديثة. وبذلك يتم الفراغ من تغطية البنية التحتية التي تشكل عبئاً كبيراً.. والمحور الآخر هو تطوير القوي البشرية كماً ونوعاً، فالرعاية الأولية ينقصها المتخصصون في طب الأسرة، ومعظم العاملين أطباء عامو ، ولكن هؤلاء قدموا خدمات كبيرة، وإنجازاتهم هي التي جعلت المملكة تتبوأ مكانتها بين الدول العشر الأولى في التغطية بالتطعيمات، وخفض معدلات وفيات الأمهات والأطفال. وأكد باسليمان أن الرعاية الأولية يجب أن تواكب التغييرات في أنماط المرض حيث انحسرت الأمراض المعدية وتتزايد الأمراض المزمنة، مثل السكري والضغط، وكذلك حدث تغير في شرائح السكان فنسبة المسنين تتزايد، وهؤلاء يحتاجون لأطباء لديهم الكفاءة في خدمات الرعاية الأولية ، ولذلك يجري العمل على زيادة أطباء الأسرة في مراكز الرعاية الأولية لتحسين الخدمات العلاجية بعد أن سجلت الخدمات الوقائية تقدماً أكبر. وسألت "الرياض" د. باسليمان عن إمكانية تقديم خدمات الرعاية الصحية الاولية من خلال القطاع الخاص، فقال: القطاع الخاص والحكومي شركاء في تقديم الخدمة للمواطن، والمهم أن تكون الخدمة وفق معايير محددة وإشراف لضمان تقديم الخدمة المناسبة.