أغلقت العقود الآجلة للنفط منخفضة أمس الأول مع استمرار النقاش بشان الأسعار بعد أن هوت حوالي 40 في المئة منذ يونيو. ويعاني النفط تذبذبات منذ قالت منظمة البلدان المصدرة للبترول "أوبك" الأسبوع الماضي إنها لن تخفض الإنتاج رغم وفرة المعروض في السوق. وزادت الضغوط على السوق بعد أن أعلنت السعودية خصومات حادة لأسعار شحناتها من الخام إلى المشترين في آسيا والولايات المتحدة في محاولة فيما يبدو لحماية حصتها في السوق إضافة إلى أنباء بأن حقل الشرارة النفطي الضخم في ليبيا ربما يكون جاهزا لاستئناف الإنتاج بعد إغلاقة الشهر الماضي في أعقاب اشتباكات بين جماعات مسلحة. والشرارة هو أحد أكبر الحقول النفطية في أوبك وكان ينتج 300 ألف برميل يوميا قبل إغلاقه، لكن خسائر النفط وغيره من السلع المقومة بالدولار قيدها تراجع العملة الأمريكية أمام اليورو وسط شكوك بشان احتمالات أن يتخذ البنك المركزي الأوروبي خطوات عاجلة لمزيد من التحفيز لاقتصاد منطقة اليورو. وتراجعت عقود خام القياس الدولي مزيج برنت تسليم يناير 28 سنتا أو ما يعادل 0.40 في المئة ليسجل عند التسوية 69.64 دولارا للبرميل بعد أن تحرك في نطاق واسع بلغ حوالي دولارين. وتراجعت عقود الخام الأمريكي الخفيف 57 سنتا أو 0.85 في المئة لتغلق عند 66.81 دولارا للبرميل بعد أن سجلت في وقت سابق مستوى أكثر انخفاضا بلغ 66.09 دولارا. وقال أوليفييه جاكوب محلل النفط لدى بتروماتركس في سويسرا "إذا نظرت في تطورات الأيام القليلة الماضية فسيبدو أننا نقبع بالقرب من 70 دولارا للبرميل". وكان برنت سجل أدنى سعر في خمس سنوات عندما نزل عن 68 دولارا للبرميل يوم الاثنين بعد متوسط في حدود 110 دولارات للبرميل في 2011 إلى 2013. وتوقع أكثر من 30 اقتصاديا ومحللا استطلعت رويترز آراءهم بعد اجتماع أوبك في 27 نوفمبر أن يبلغ متوسط سعر النفط 82.50 دولارا للبرميل في 2015م، وهذا أكبر خفض لمتوسط التوقعات منذ الأزمة الاقتصادية العالمية في 2008 ويقل المستوى الجديد 11.20 دولار عن الاستطلاع السابق. لكن آخرين يتوقعون أن تتراجع الأسعار أكثر بعد تصريحات من أعضاء رئيسيين في أوبك، ونشرت وول ستريت جورنال الأربعاء الماضي نقلا عن مصادر مطلعة أن السعودية أكبر مصدر ومنتج بالمنظمة تعتقد أن أسعار النفط ستستقر قرب 60 دولارا للبرميل. وقال جاكوب إن السعودية تستهدف نطاقا من 60 إلى 70 دولارا وإن المملكة تأمل بأن يكون النزول عن 60 دولارا لفترة وجيزة.