طلب الرزق هو مطلب كل إنسان على ظهر البسيطة، حتى وإن تغيّرت طرق البحث عنه من زمن إلى آخر؛ إذ إنَّ طلبه لا ينحصر في ممارسة عمل بعينه، بل إنَّ تعدّد طرق البحث عنه قد تختلف باختلاف الزمان والمكان، بيد أنَّ الجهد البدني هنا يظل هو أكثر الأساليب شيوعاً على مرّ الأزمان. وقد عانت بلادنا منذ قرن تقريباً من ويلات الجوع، الذي هو امتداد لقرون من الزمن كان فيها شبح الفقر شامخاً في ظل قلَّة الموارد التي تكاد تنحصر في الزراعة البدائية المحصورة في الاهتمام بالنخيل وبعض البقول والأعمال البدنية الشاقة، كالبناء والحرف اليدوية والرعي والاحتطاب، أمَّا التجارة فكانت محدودة جداً ولا تكاد تذكر. ولم يكن هناك من الموارد في البلاد عموماً ما يكفي الحاجة الأساسية اليومية للمرء من طعامٍ أو شراب، لذا كان لابُدَّ من إيجاد طريق آخر للكسب المشروع، وذلك بضرب مشارق الأرض ومغاربها تنقلاً للبحث عن عمل شريف يُدرّ دخلاً يُمكِّن الإنسان من العيش بكرامة، معتمداً –بعد الله- على نفسه، غير منتظر لإحسانٍ من أحد، لذا كان من الطبيعي أن يخوض كثير من النَّاس تجربة السفر، من أجل الحصول على الرزق، مُطبّقين أبيات الحكمة، التي ذكرها الإمام "الشافعي"، وذلك حينما قال شعراً: تَغَرَّبْ عَنِ الأَوْطَانِ فِيْ طَلَبِ العُلَى وسافِرْ ففي الأَسْفَارِ خَمْسُ فَوَائِدِ تَفَرُّجُ هَمٍّ، واكتِسَابُ مَعِيْشَةٍ وَعِلْمٌ ، وآدابٌ، وصُحْبَةُ مَاجِدِ فإن قيلَ في الأَسفارِ ذُلٌّ ومِحْنَةٌ وَقَطْعُ الفيافي وارتكاب الشَّدائِدِ فَمَوْتُ الفتى خيْرٌ له مِنْ قِيامِهِ بِدَارِ هَوَانٍ بين واشٍ وَحَاسِدِ وتحمّل جيل الأجداد "الغُربة" من أجل هذه الغاية، وضربوا أروع الأمثلة في التعامل مع تلك الأوضاع الصعبة، فجالوا خلال البلدان المجاورة والبعيدة أيضاً، مثل البصرة، والزبير، والهند، والشام، وعملوا بجدٍ وتفانٍ، فكانوا بذلك خير سفراء لبلادهم، من خلال تعاملهم الراقي والتزامهم بتعاليم دينهم والحفاظ على عاداتهم وتقاليدهم، فعملوا بشرف وأمانة، واستطاع كثير منهم العودة إلى بلده مرفوع الرأس مُحملاً بالغنائم التي كسبها ودفع ثمنها شطراً من عمره، لكنَّه كان في النهاية سعيداً بما حقق. تعلّموا الحرف البسيطة و«الغوص» والتجارة وعادوا إلى بلادهم ومعهم الخير وفتحوا محالهم وضخوا أموالهم في السوق جيل اليوم عليه أن يدرك حجم تضحيات من سبقوه ويشكر الله على نعمة الأمن والرخاء مفارقة الأوطان كان الرعيل الأول حينما يشتكي إليه أحدهم من قلَّة ذات اليد ينصحه على الفور قائلاً: "الهند هندك.. إذا قلّ ما عندك"، أيّ أنَّ السبيل إلى تغيير ما أنت عليه من فاقة وحاجة، هو الذهاب إلى بلاد "الهند"، من أجل العمل وكسب المال والغنى، فعندما تضيق سبل العيش على أيّ أحد، فإنَّ الخيار الوحيد لديه، هو مفارقة الأوطان والاغتراب، من أجل تأمين لقمة عيش كريمة له ولمن يعول، وقد كانت بلاد "الهند" في تلك الفترة من أفضل البلدان، التي يجد فيها راغب العمل والكسب الشريف غايته، حيث يجد الاحترام والتقدير من أهلها، نظراً لما يتمتع به من أمانة وإخلاص في العمل وتفانٍ. وكان كل من يُيمّم وجهه شطر هذا البلد يجد العمل، ويعود وقد كسب مالاً يكفيه ويكفي من يعول، وقد كان أشهر الأعمال، التي يؤديها المغتربون، هي العمل البدني، حيث ينخرطون في أعمال التحميل والتنزيل مع التجار، الذين يفتقدون إلى اليد العاملة، ومع تغيّر الأحوال وتقادم الزمان وتقلّباته أصبح هؤلاء العمال من بلادنا، ممَّن يقصدون العمل في "الهند" يستقدمون العمالة من "الهند"، وذلك بعد أن منَّ "الله" –سبحانه وتعالى- على بلادنا بالخيرات والرزق الوفير، والأيام -كما يقولون- دُول، فسبحان من يُغيِّر ولا يتغيَّر. استخراج "اللؤلؤ" من الدلائل على قوة وصبر إنسان هذه البلاد وتفانيه في سبيل تأمين لقمة عيش كريمة، هو تحمّله أشقّ الأعمال التي يمارسها في حياته، وكان النَّاس –مثلاً- يسمعون عن استخراج "اللؤلؤ" من الدول، التي تعيش على ساحل الخليج العربي، وكيف أنَّ العمل مربح عند الحصول على "اللؤلؤ"، فقرر عدد من ساكني بلادنا، خصوصاً من المنطقة الوسطى -حاضرةً وبادية- خوض غمار هذه التجربة، رغم أنَّ معظمهم لم يشاهد البحر في حياته، إلاَّ أنَّ حب المغامرة والطموح غير المحدود كان هو الدافع لهم، فذهبت مجموعة صغيرة منهم إلى البحر، وانخرطوا في الغوص واستخراج "اللؤلؤ"، ونجحوا في ذلك أيَّما نجاح، وعادوا إلى أوطانهم بالثراء السريع، وسرعان ما انتشر الخبر بين النَّاس، فقررت مجموعات كبيرة خوض غمار التجربة –كغيرهم- فكان التوفيق حليفهم، واشتهر الغواصون من أهالي منطقة "نجد"، ممَّا جعل المسؤولين عن الغوص "النواخذة" يطلبونهم من أجل هذا العمل. وبلغ من براعتهم أنَّهم صاروا أفضل في العمل من سكان تلك المناطق، وكان التوفيق حليفهم في الحصول على النفيس من "اللؤلؤ"، وهو ما كان يُسمى ب"الدانة"، وهي كبار "اللؤلؤ" النظيف، وكمثال على كثرة من كان يعمل في هذه المهنة من أهالي "نجد"، فإنَّ عدد من خرج إلى الغوص من بلدة واحدة، وهي "مرات" بلغ أكثر من (300) شخص، وذلك كما ذكر مؤلف كتاب "النجديون وعلاقتهم بالبحر" الأستاذ "عبدالله بن عبدالعزيز الضويحي"، حيث أورد في الكتاب العديد من القصص، التي واجهتهم في تلك المهنة الشاقة مُزودة بعدد من المواقف والقصائد، وما جرى لهم عند خوض غمار تلك التجربة الناجحة. فراق الأحبة يُعدّ الفراق من أصعب لحظات العمر، خصوصاً فراق الأحبة من الوالدين والزوجة والأبناء، إلاَّ أنَّ ما يُهوّن هذا الفراق أنَّه سيعقبه فرج واجتماع وتبدّل من حال العسر إلى حال اليسر، وهذا ما كان يُخفّف لوعة الفراق، خصوصاً من الأم والزوجة، التي تحاول أن تداري عبرات تنساب قسراً من ألم الفراق، فتمضي الأيام والأشهر وربَّما السنين والأهل في انتظار الفرج، فيأتي الحظ يطرق بابهم برجوعه سالماً غانماً محملاً بالهدايا بما يكفيهم للعيش في رغد لعدة أشهر وسنين، وتغنيه عن الرحيل بحثاً عن الرزق من جديد. ومن المواقف التي تجسد هذه المعاناة وألم الفراق ما حصل من فراق بين شاعر وزوجته صورته قصيدة للشاعر "منصور بن حسين"، وهو ممَّن يمارسون مهنة الغوص في الماضي من أهالي "روضة سدير" في "نجد"، ولها قصة جميلة تتمثّل في أنَّه حين دخل بيته بعد صلاة "العشاء" سأل عن زوجته، فقالوا: إنَّها في سطح المنزل، فصعد فوجدها تبكي وقد بدت عليها علامات الحزن، ولمَّا سألها عن سبب ذلك، قالت: رأيت الركايب "الإبل" مُجهزة للسفر وعليها المؤنة وتحقّق "المطراش"، أيّ السفر، فلم أستطع أن أتحمل ما رأيت، فغداً ستذهب وتتركنا، فلما رآها متأثرة، قال: إنَّها سفرة أخيرة للكويت، وإن شاء الله لن نتأخر، وسنعود -بإذن الله- سالمين غانمين، فتحركت فيه روح الشاعرية، وقال هذه الأبيات: عقب العشا حنا على البن طربين في مجلس للقرم ذرب اليماني يوم أذن المذن وجينا مصلين رقيت أنا للترف صافي الثماني وإلى حسين الدل ساهي السباهين يبكي ومن كثر البكا مخشعاني قلت الخبر يا زين وش فيك تبكين يا وش علامك يا ضعيف المشاني قال الخبر شفت الركايب مدنين وتحقق المطراش والعلم باني قلت العذر يا زين ما نحن مبطين إبشية المولى رفيع المباني يا سرع ما ناتي على الهجن طربين دل العقيلي فوقها والأواني ممارسة التجارة كان هوس العمل بالتجارة يشغل بال الكثيرين، وذلك من منطلق أنَّ تسعة أعشار الرزق في التجارة، بيد أنَّ الأمر هنا يحتاج إلى رأس المال، وقبل ذلك كلَّه التفرُّغ التام للتجارة والصبر، إلى جانب الصدق في التعامل، وكانت التجارة تجري في عروق بعض من غادر هذا البلد بحثاً عن الرزق، رغم قلة ذات اليد، وقد انخرط عدد من هؤلاء الباحثين عن تسعة أعشار الرزق في التجارة، واتجهوا إلى السوق، وبدأوا بدايةً متواضعة، حيث انخرطوا في الأعمال البدنية المرهقة، من خلال تحميل البضائع وتنزيلها حال وصولها إلى السوق، واستمروا على ذلك فترة طويلة حتى جمعوا رأس مال، ومن ثمَّ صاروا يشترون البضائع البسيطة من التجار الذين عملوا لديهم بجد، ومن ثمَّ يوزعونها على التجار الصغار بمبلغ زهيد. ومع مرور الوقت جمع أولئك مالاً مكّنهم من استئجار "المحال"، ومن ثمَّ البيع بالتفريد لصالحهم، واستطاعوا شيئاً فشيئاً كسب ثقة التجار وصار لهم زبائنهم الخاصون في السوق، وما هي إلاَّ سنوات حتى صاروا من أصحاب الأموال، بل من كبار التجار، وقد وردت العديد من القصص المضيئة التي تحاكي ذلك، ومنها: أنَّ أحد صغار السن كان يعمل في مزرعة والده في منطقة "نجد"، وكان الأب قاسياً على ابنه، كعادة الآباء في ذلك الحين منذ حوالي قرن من الزمان، ولكثرة توبيخ الأب لابنه، بل وضربه ضرباً مبرحاً عند كل خطأ، فقد ملَّ هذا الصغير ذي ال(12) عاماً من هذه الحياة، وفي يوم من الأيام جاءته علقة ساخنة من والده، فكانت مثل "القشة" التي قصمت ظهر "البعير"، فنهض من الأرض باكياً وقرَّر الاغتراب والسفر إلى أيّ وجهة، فخرج من قريته هائماً على وجهه، ورأى قافلة تريد المسير إلى بلاد "الشام"، فعرض عليهم أن يذهب معهم إلى هناك طلباً للعمل، فرفض الجميع لصغر سنه ومشت القافلة غير آبهة به. إلاَّ أنَّه بعد سير القافلة من انفلاق الصبح إلى غروب الشمس توقف الركب ليرتاحوا ويعدوا طعامهم ويناموا، فلمحوا هذا الصغير بالقرب منهم وتعجبوا، فقد كان يسير خلف القافلة ويتبعهم، فلما رأوه رقّوا لحاله وضموه إلى القافلة، فصار يعينهم على أعمالهم خلال الطريق ويزودونه بالطعام والشراب حتى مضت عدة ليال وصلوا في نهايتها إلى "الشام"، فتركوه في السوق، فذهب إلى أحد التجار وشرح له قصته ومعاناته، فرق له واستعان به في عمله وأسكنه قريباً من دكانه، وصار نشيطاً ويعمل بجد ولديه نجابة، فازداد إعجابه به، ومضت الأيام وهو يعمل بكل جد وإخلاص، فصرف له راتباً شهرياً، وكبر وشبَّ واستطاع أن يجمع مالاً وفيراً، ففاتحه التاجر في أمر الزواج، فوافق وخطب له إحدى بنات التجار واشترى له بيتاً وأعانه في ممارسة التجارة، حتى امتلك دكاناً خاصاً به ورزق بأبناء، ولمَّا حضر إلى بلاد "الشام" عدد من تجار قريته في "نجد" طلبوا منه العودة، فقد مات أبوه وهو ينتظر عودته، فقال" لن أعود معكم، فقد تأقلمت في هذا البلد ورزقت بزوجة صالحة وأبناء وصرت من أصحاب الغنى، فأخبروه أنَّ الحال تغيّر وتحسنت أوضاع البلاد الاقتصادية بعد توحيدها، فرفض العودة ورضي بالبقاء حتى وافاه الأجل هناك. جيل محافظ رغم تغيّر نمط حياة المغتربين عن الوطن قديماً في سبيل السعي وراء طلب الرزق، في ظل معايشة أناس غرباء لهم تقاليدهم وشؤون حياتهم الخاصة، إلاَّ أنَّ هؤلاء المغتربين ممَّن أجبرتهم الظروف قديماً للاغتراب من أجل تحصيل لقمة العيش حافظوا على استقلاليتهم وخصوصيتهم، ولم يتأثروا بعادات تلك الشعوب التي عايشوها مجبرين، خاصة غير المرغوب فيها، حيث مثَّلوا بلادهم خير تمثيل، وعادوا إلى أوطانهم مكتسبين الأمور الحميدة في جوانب العلم والتعامل في الحياة اليومية، فلم تغرهم العادات المغايرة والانفتاح والأفكار، التي تحمل في طياتها نوعاً من الفساد والانحراف ، وذلك بعكس العديد من أبناء الجيل الحالي، خصوصاً من فئة الشباب الذي تغرَّب من أجل التعليم، فانبهر بما رآه في بلاد الغربة من انفتاح غير مُقنَّن، سواء في طريقة اللباس أو العادات أو الثقافات واغتر بالحياة المادية البحتة، التي فرضتها ضرورات الحياة في ذلك البلد فانحرف عن الطريق أو كاد. عمالة وافدة قد لا يُصدّق جيل اليوم، الذي يرى العمالة الوافدة تجوب بلادنا من أجل الحصول على لقمة العيش أنَّ حال الأجداد في الماضي كان كحال هؤلاء في بلادهم، وتحديداً في الهند والشام و"الزبير"، وذلك منذ عشرات السنين، بيد أنَّ وجه الاختلاف يكمن في معاناة أبناء ذلك الجيل ممَّن تحملوا مشاق السفر بقطع الفيافي والقفار وخوض عباب البحار والتعرض للعديد من الأخطار، في ظل قلة وسائل الاتصال، بل وعدمها في كثير من الأحيان، حيث قد يغادر المرء بلدته وزوجته حاملاً فتُرزق بمولود وهو لا يعلم، ويُمضي سنيناً في سفره، وإذا عاد فإذا وليده يستقبله وهو لا يعرفه، على عكس ما هو عليه الحال اليوم، إذ توفرت وتنوّعت وسائل الاتصال الحديثة بشكلٍ أتاح للشخص أن يحادث أهله في غربته بالصوت والصورة بشكل يومي في حال رغب بذلك، فالغائب يكون غائباً ببدنه فقط، بينما يعيش أهله في راحة بال، وعلى علم تامٍ بمكان وجوده وتحركاته، وإذا ما اشتاقوا إليه طلبوه في كل وقت وحين، بعكس جيل الأجداد، ممَّن تحملوا المشاق في سبيل الحصول على لقمة العيش. يُعدُّ الحصول على عمل من أصعب ما كان يواجه جيل الأجداد في الماضي، فقد يسافر الفرد إلى بلد لم يعهده ويُمضي وقتاً طويلاً في سبيل الحصول على عمل يناسبه، بخلاف ما هو عليه حال العمالة، التي تفد إلينا وهي تعرف العمل الذي استقدمت من أجله والأجر الذي ستتقاضاه، ويُعدُّ جيل الأمس جيلاً مكافحاً يتحلى بالصبر والقوة، فهو لم يعرف كلمة بطالة على الإطلاق، فالبطالة هي الرضا بالقعود في انتظار أن يأتي العمل إليك لا في السعي وراء الكسب الحلال المشروع أياً كان مسماه أو دخله، ما دام يدر للمرء دخلاً يكفيه عن سؤال الناس، ولو كان أقرب قريب كوالديه. فما أحوج جيل اليوم إلى الإفادة من تجارب من سبقه في ميدان العمل الشريف، ممَّن كافح وعمل بجد وإخلاص، بعيداً عن نظرة العيب لبعض الأعمال، خصوصاً الأعمال البدنية المرهقة، التي استطاع من خلالها الوصول إلى حد الاكتفاء الذاتي وتمكَّن بالتالي من توفير لقمة عيش هنيئة لمن يعول. الزبير وجهة أهل نجد قبل قرن مضى رحلة الأجداد في الصحاري بحثاً عن لقمة العيش جيل من الأجداد أمام مدرسة النجادة في الزبير حيث استقروا هناك عقوداً من الزمن رحلة الصيد عند أهل نجد تبدأ من شاطئ العقير رجال هجروا نساءهم وأطفالهم وتوجهوا إلى الهند وبلاد الشام لسد جوعهم وفقرهم جيل مضى عانى كثيراً من السفر والغربة طمعاً في حياة كريمة قيصرية الأحساء قبل أكثر من (60) عاماً حين كانت مصدراً لتجارة أجداد جيل اليوم مغامرة الغوص لاستخراج اللؤلؤ