وتتجدد الذكرى الغالية، الذكرى الخامسة المباركة للبيعة لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز حفظه الله ملكاً للبلاد، والمملكة تعيش في ظل إنجازات تنموية وحضارية ينعم بها المواطن، وتسير سفينة الوطن بأمان وسلام رغم الرياح القوية التي تهب على العالم وتؤثر في الاقتصاد العالمي.لكن بفضل الله، ثم بفضل قيادة قائد المسيرة خادم الحرمين الشريفين، وسمو ولي عهده الأمين، وسمو النائب الثاني حفظهم الله، تمضي المملكة بكل ثقة ووعي وتبصر نحو شاطئ الأمان، وتتعامل بمقدرة عالية وكفاءة مشهودة ونجاح يحظى بالإعجاب من كل المراقبين، مع كل التحديات والمتغيرات بفضل القيادة الواعية المحنكة والرؤية الثاقبة والنهج السليم والسياسات الواعية المتزنة، والحمد لله تسجل المملكة النجاح والتقدم رغم الأزمات الاقتصادية التي تعصف بالكثير من دول العالم، وخصوصاً أزمات العالم المتقدم في أوروبا وأمريكا. وعلى صعيد البناء الداخلي نجحت سياسات خادم الحرمين الشريفين في تجنيب المملكة الآثار السلبية للأزمة المالية العالمية، وتجاوزت البلاد تداعيات الأزمة وخرجت منها بأقل التأثيرات، لكن ما إن لاحت بوادر خروج الاقتصاد العالمي من براثن أزمته الطاحنة، وبعد أن بدأت المظاهر الإيجابية تبرز في تحسن أسعار البترول واستعادة حركة التجارة العالمية، حتى بدأت مشكلات ديون اليونان تتفجر وتلوح أشباح أزمات مشابهة في دول أوروبية أخرى، والتي انعكست سريعاً على أسعار البترول نحو التراجع، لكننا نثق بأن المملكة ستتعامل بوعي وذكاء مع آثار هذه الأزمات، وستنجح، بإذن الله، في الخروج منها كما نجحت في تجاوز الأزمة الأشد. ومما يبشر بسلامة النهج الاقتصادي للمملكة مبادرة خادم الحرمين الشريفين في عمق الأزمة العالمية بتخصيص مبلغ 400 مليار دولار، خلال خمس سنوات من 2009 إلى 2013م لبرنامج الاستثمار الحكومي للقطاعين الحكومي والنفطي، والإنفاق على مشاريع البنية والخدمات الأساسية وتطوير القطاع النفطي، ثم صدرت ميزانية الدولة للعام الحالي (2010) كأكبر ميزانية في تاريخ المملكة رغم أن صدورها تزامن مع مرحلة كان العالم لا يزال يعيش فيها تحت ظلال أزمته المالية، حيث رصدت الميزانية مبلغ 540 مليار ريال للمصروفات، و470 ملياراً للموارد، للإنفاق على جوانب التنمية والبناء والخدمات والقطاعات الحيوية المتصلة بمصالح المواطنين. ومن المبشرات أيضاً صدور أمر خادم الحرمين الشريفين بإنشاء '' مدينة الملك عبدالله للطاقة الذرية والمتجددة '' وهو ما سيحقق نقلة علمية وتقنية بارزة تدخل المملكة عصر التقنية النووية والاستفادة من إمكاناتها وقدراتها في توليد الطاقة الرخيصة وبإمكانات واسعة تلبي الاحتياجات المتزايدة للمجتمع، ويسهم في بناء قاعدة علمية تقنية وطنية في مجال توليد الكهرباء وتحلية المياه، إضافة للاستخدامات الطبية والصناعية والزراعية والتعدينية. ثم صدرت موافقة خادم الحرمين الشريفين على دعم ميزانية صندوق التنمية الصناعية بعشرة مليارات ريال كقرض حسن، مما ينعكس إيجابياً على حركة التنمية الصناعية في المملكة، ويقدم دفعة قوية لرجال الصناعة بما يخدم الاقتصاد الوطني ويعززه، حيث سيتمكن الصندوق من زيادة حجم القروض الميسرة للمشاريع الصناعية، وهي خطوة تنبئ بأن قائد المسيرة يبحث عن كل ما ينهض بالوطن والمواطن. في هذه الذكرى الغالية نحمد الله أن وهبنا هذا الملك الصالح الذي لا يكل من اتخاذ كل ما يحقق للوطن والمواطنين السعادة والرخاء والنهوض في زمن مليء بالتحديات والصعاب، داعين الله سبحانه أن يمتع خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز بالصحة والعافية، وأن يعضده بساعده الأيمن وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز، وسمو النائب الثاني يحفظهم الله وأن تتواصل المسيرة نحو المزيد من الإنجاز والبناء. عبد الرحمن بن علي الجريسي