اتهم طبيب سعودي زملاء له ب «خيانة المهنة». واعتبر أنهم يفتقدون إلى «الضمير الحي»، كونهم يرتكبون خطأ جسيماً بمخالفتهم «القسم الذي عاهدوا عليه الله إبان تخرجهم»، قاصداًً بالاوصاف التي ذكرها الأطباء «المدخنين»، الذين يمارسون بتدخينهم تصرفات «تتنافى مع أخلاقيات المهنة». وأوضح رئيس وحدة المسرطنات في المستشفى التخصصي عضو جمعية مكافحة التدخين الدكتور فهد الخضيري أن عدداً من الأطباء العاملين في القطاع الصحي السعودي «يهملون توعية مرضاهم ومراجعيهم بالأخطار الجسيمة المترتبة على ممارسة عادة التدخين، على رغم أن طبيعة تعاملهم المباشر مع المرضى توجب تبصيرهم بالأمراض التي يسببها التدخين». وقال إن دور الطبيب عظيم في هذا الصدد، ويجب عليه أداء الأمانة التي يحملها بالوجه الأكمل، بتوعية الناس وربط الحقائق العلمية بالمشاهدات التي يرونها لدى المرضى، بتأكيده للمريض المدخن أن ما لديه من أعراض سببها التدخين، وأن عليه تركه استجابة للعلاج. وعبر الخضيري عن أسفه الشديد لقاء ما يشاهده من بعض العاملين في القطاع الصحي، ممن يجهلون أنهم قدوة للناس في مجال الصحة والسلوك الغذائي، مشيراً إلى أن تدخين هؤلاء له آثار سلوكية خطرة، فهم ينشرون ثقافة التدخين بصورة مباشرة عبر تدخينهم أمام الناس. وأكد أن ثقافة معظم هؤلاء المدخنين في القطاعات الصحية لا تؤهلهم ليكونوا قدوة، «بل ان بعضهم للأسف الشديد يحاول تبرير سلوكه الخاطئ بارتكاب خطأ أكبر، يعد خيانة للأمانة بسكوته عن أخطار السيجارة، ووصلت الجرأة ببعضهم إلى تهوين أضرار التدخين، وهذا جرم عظيم مخالف للأخلاقيات المهنية التي درسها ويجب عليه تطبيقها». وأضاف: «في دراسة لمثل هذه السلوكيات أكد أحد الباحثين أن الجهل والسطحية الثقافية وعدم وجود ضمير حي، تعد أكبر أسباب تدخين العاملين في القطاع الصحي، فالطبيب ومثلما أنه يعد عالماً في مجاله وتخصصه، يجب أن يكون كذلك في ثقافة السلوك والممارسات الأخلاقية». ودعا الخضيري الأطباء لاستغلال الدراسات الطبية التي ربطت بين التدخين والسرطان والأمراض الأخرى للتأكيد على أضرار التدخين، كما يجب أن يكون الدور التوعوي للطبيب أكثر من غيره، لأن ملامسته للواقع تعطيه القوة العلمية للحديث عن أضرار التدخين .