استدعت وزارة الخارجية السودانية الخميس، سفير مصر بالخرطوم، وأبلغته احتجاج السودان ورفضه للنهج الذي اتبعته عدد من أجهزة الإعلام المصرية في الإساءة للسودان، والنيل منه بطريقة غير مقبولة، عقب المباراة التي جمعت منتخبي مصر والجزائر علي أرض السودان. وطالب وزير الدولة السوداني للشؤون الخارجية علي كرتي مصر بتصحيح ما سماه الوضع الشائك، الذي رسمته أجهزة الإعلام المصرية بطريقة غير مقبولة عن السودان, حسب تعبيره. وأبلغ السفير المصري رفض السودان القاطع لهذا المسلك، مشيراً إلي أنه \"بدلاً من أن يحمد الإعلام المصري للسودان التجهيزات الكبيرة التي قام بها، والخطة الأمنية التي نفذتها الحكومة التي قادت الحدث الرياضي إلي نهاية سليمة وآمنة، اتخذت أجهزة الإعلام المصرية من حادثة فردية ومعزولة، ذريعة للإساءة للسودان وشعبه.\" ونفت الشرطة السودانية اليوم وقوع أي حادثة قتل أو أذى جسيم لمشجعي المنتخب المصري الذين حضروا الى السودان لمؤازرة منتخب بلادهم في مباراته أمس مع نظيره الجزائري. وقال المتحدث الرسمي باسم الشرطة محمد عبد المجيد في مؤتمر صحافي أن عدد البلاغات التي دونت ضد جزائريين عقب المباراة بلغ تسعة وتم اعتقال المسؤولين عنها. واستغرب ما تناقلته بعض وسائل الإعلام المصرية حول تراخي أجهزة الشرطة السودانية وقال في هذا الصدد \"لقد نشرنا أكثر من 15 ألف شرطي ووفرنا الحماية التامة للجميع منذ دخولهم لمطار الخرطوم وفصلنا تماما بين مشجعي البلدين في مناطق السكن وفي الحركة في الشوارع وداخل ملعب المباراة حتى اننا لم نخرج مشجعي الفريق المنتصر ألا بعد إخلاء الملعب تماما من مشجعي الطرف الاخر\". وأكد عبد المجيد مغادرة جميع مشجعي مصر الذين قدموا جوا في 14 طائرة وعددهم 3626 فيما غادر أكثر من ثمانية آلاف جزائري وبقي ثلاثة آلاف آخرون حيث يواصل الناقل الوطني الجزائري رحلاته لإعادتهم الى بلادهم. ويذكر أن التوتر بين مصر والجزائر بدأ قبل المباراة التي أقيمت بين منتخبي البلدين السبت الماضي في العاصمة المصرية إذ تعرضت حافلة اللاعبين الجزائريين لرشق بالحجارة عقب وصولهم إلى القاهرة الخميس الماضي مما أسفر عن إصابة ثلاثة منهم. كما أصيب عشرون جزائريا مساء السبت في القاهرة في مشاجرات مع مشجعين مصريين. وتعرضت بعد ذلك المصالح المصرية في الجزائر لهجمات وعمليات نهب وسلب خصوصا مقار شركة مصر للطيران وفروع شركة أوراسكوم تيليكوم للاتصالات في الجزائر التي قدر مسؤولوها الخسائر المادية التي لحقت بها بخمسة ملايين دولار. وكانت قنوات التلفزيون المصرية الرسمية قد تحدثت عن تعرض المشجعين المصريين لهجمات من مشجعين جزائريين عقب مباراة منتخبي مصر والجزائر أمس التي أسفرت عن فوز الجزائر وتأهلها إلى كأس العالم.جاء ذلك رغم انتشار خمسة عشر الف شرطي في الخرطوم لتأمين المباراة والمشجعين. ونقلت هذه القنوات إفادات لبعض العائدين إلى القاهرة من الخرطوم اكدوا فيها تعرضهم إلى اعتداءات، ووجه العائدون اللوم إلى السلطات الأمنية السودانية مؤكدين أنهم تعرضوا للهجمات وهم في طريقهم إلى مطار الخرطوم بواسطة مشجعين جزائريين في سيارات نقل خفيفة وبحوزتهم حجارة وأسلحة بيضاء. كما اكد وزير الإعلام المصري أنس الفقي صحة هذه الإفادات مشيرا إلى أنها أسفرت عن مجرد إصابات طفيفة. وفي نفس السياق استدعت مصر الخميس سفيرها في الجزائر للتشاور احتجاجا على الاعتداءات التي تعرض لها المصريون من مشجعين جزائريين في الخرطوم عقب المباراة التي جمعت منتخبي البلدين وانتهت بفوز الجزائر. وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية حسام زكي إن مصر \"قررت استدعاء سفيرها في الجزائر للتشاور\". وكانت وزارة الخارجية المصرية استدعت بعد ظهر الخميس السفير الجزائري في مصر عبد القادر حجار وسلمته احتجاجا شديد اللهجة على الاعتداءات التي وقعت في الخرطوم وتلك التي طالت مصالح مصرية بالجزائر في الأيام الماضية. وأبلغت الخارجية المصرية السفير الجزائري كذلك، بحسب بيان أصدره المتحدث الرسمي باسمها، أن مصر تعتبر أن السلطات الجزائرية \"سعت لإبقاء الفتنة مشتعلة\" في الأيام الأخيرة. كما أكدت الخارجية المصرية للسفير الجزائري أن الشركات المصرية العاملة في الجزائر بدأت ب\"المطالبة بتعويضات عن الأضرار التي تكبدتها من جراء الاعتداءات الأخيرة\". وجاءت هذه الاحتجاجات المصرية بعد المباراة الفاصلة بين مصر والجزائر التي أقيمت مساء الأربعاء في الخرطوم وانتهت بفوز المنتخب الجزائري وتأهله لنهائيات كأس العالم في كرة القدم 2010. وقال وزير الصحة المصري حاتم الجبلي إن \"21 مشجعا مصريا أصيبوا حتى بعد ظهر الخميس بجروح بسيطة من بينهم 12 خرجوا من المستشفيات بعد تلقي الإسعافات اللازمة وما زال الباقون يتلقون الرعاية الطبية\". لكن المتحدث باسم شرطة العاصمة السودانية عبد المجيد الطيب هون من مستوى أعمال العنف التي تلت المباراة وقال في مؤتمر صحفي إنه تم تسجيل أحداث طفيفة وإن أربعة أشخاص أصيبوا بجروح طفيفة. في جانب آخر أعلن الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) اليوم الخميس انه قد بدء البحث في إجراءات تأديبية ضد الاتحاد المصري بعد الهجوم الذي تعرضت له حافلة المنتخب الجزائري في القاهرة يومين قبل المواجهة الحاسمة بينهما في القاهرة الأسبوع الماضي. وقال بيان للاتحاد الدولي \"وفقا لمعلومات رسمية أُطلع عليها الاتحاد الدولي في 12 تشرين الثاني/نوفمبر، وقعت احداث تعرض لها المنتخب الجزائري على الطريق بين المطار والفندق(في القاهرة) لذلك تم الشروع في اتخاذ إجراءات تأديبية ضد الاتحاد المصري\". وكانت حافلة المنتخب الجزائري تعرضت لهجوم بالحجارة الخميس الماضي بعد وصولها الى القاهرة في الطريق الرابطة بين المطار والفندق، وأصيب ثلاثة لاعبين عقب هذا الحادث بحسب ممثل للاتحاد الدولي في المكان. الا أن كل وسائل الاعلام المصرية كذبت ذلك وساقت العديد من القصص بالرغم من الدلائل على وجود إعتداء وبالرغم الافلام والصور التي تم تداولها على الانترنت والقنوات الفضائية . وبعدها بيومين فازت مصر على الجزائر بهدفين مقابل لاشيء، مما فرض الاحتكام الى المباراة الفاصلة التي اقيمت يوم الاربعاء في السودان والتي كان الفوز من نصيب الجزائر 1-صفر وبلغت المونديال للمرة الاولى منذ 24 عاما وتحديدا منذ مونديال 1986 في المكسيك والثالثة في تاريخها بعد عام 1982 في اسبانيا.