تشيع العاصمة المقدسة بعد ظهر اليوم فقيد جامعة ام القرى أستاذ التاريخ والحضارة الاسلامية الدكتور ناصر الحارثي الذي توفي مساء الجمعة قبل الماضي بمكتبه في مسكنه بالعزيزية ، وسيصلى عليه بالمسجد الحرام ويوارى جثمانه الثرى وسيحضر مراسم الدفن عدد كبير من ذوي الفقيد والاقارب وعدد من المسؤولين بالجامعة وزملاء الفقيد الذين سيتقدمهم الدكتور محمد بن مريسي الحارثي والدكتور حامد الربيعي والدكتور عبدالله الشنبري والشيخ سعد بن حسين الحارثي والذين أثنى عليهم الفقيد في وصيته لابنائه وطلب من ابنه باسم ان يرجع اليهم ليستأنس برأيهم عند بيع البيت وشراء آخر او أي أمر كان. وكان جثمان الفقيد الحارثي محفوظا بثلاجة مستشفى الملك فيصل بالعاصمة المقدسة طيلة الاسبوعين الماضيين في انتظار تشريح الطب الشرعي بعد ان تقدم ذووه بطلب التشريح لتطمئن أنفسهم من طبيعة وفاته، وتم تشريح اجزاء معينة من جسد الفقيد وارسال العينات الى المختبر وينتظر ان تظهر النتائج خلال الاسبوعين القادمين . واوضح باسم الحارثي الابن الاكبر للدكتور ناصر الحارثي ان الاسرة اقتنعت بطبيعة وفاة والده مؤمنين بقضاء الله وقدره مشيرا الى ان والده كان يعاني من اكتئاب نفسي حاد جعله ينهي حياته بنفسه . معربا عن شكره وتقديره لكل من اتصل به من اصحاب السمو الامراء ومن المسؤولين وكل من نقل تعازيه وواساهم في فقيدهم الراحل . مؤكدا ان والده ترك ارثا من الكتب القيمة التي تحويها مكتبة الفقيد ألفها طيلة حياته العلمية خصوصا في مجال الآثار الاسلامية وسيسعى ناصر الى الحفاظ على هذه المكتبة وسيجعل منها موردا لطلاب العلم، وقال: اننا فقدنا أبا ومعلما لنا في الحياة كان يوجهنا وينير لنا دروبنا وكان حريصا علينا كل الحرص ينتظر اليوم الذي يرانا فيه ونحن نشق طريقنا الى المعالي ويحلم بأن يرانا متبوئين اعلى المراكز والمناصب. قاطعا على نفسه وعدا بأن يبذل واخوته قصارى جهدهم ليحققوا ما كان والدهم يصبو اليه . ومضى الحارثي يقول: لن اترك من وصية ابي حرفا الا وطبقته ان شاء الله وسأعود الى اصدقائه الذين ذكرهم في الوصية وسأستعين برؤاهم وأفكارهم، واعتبِرُ كلاً منهم بمثابة الوالد لانهم حريصون كل الحرص علينا وبالتالي فلن يبخلوا عليَّ وعلى إخوتي بأي مشورة فيها صلاحنا ونفعنا وسيكونون بالنسبة لنا مرجعا دائما في كل امر يستحق المشورة والتروي. وابدى ثامر الحارثي حزنه العميق على فقد اخيه د. ناصر، وقال: ( وداعا يا أخي سأبحث عن الحقيقة طالما كنت حيا) مشيرا الى انه سيقوم بمراجعة الجهات المعنية خلال الاسبوع المقبل للمطالبة باستجواب الخادمة وبعض افراد الأسرة، وقال: لقد كان الدكتور ناصر مرجعا لنا في كثير من الامور وكان حريصا على صلة الاقارب والتواجد بينهم رغم مشاغله الكثيرة وانصرافه للبحث العلمي.. وقال :سأصطحب الوالدة لوداعه الوداع الأخير بالمستشفى قبل دفنه، مشيرا الى انها مازالت تعيش هول الصدمة حيث سنتوجه بها الى مستشفى عرفان بجدة لأنها تعاني من حالة مرضية ضاعفتها عليها وفاة ولدها أخي د. ناصر . واضاف انه سيتم التوجه من المستشفى الى جامع المهاجرين، ومن ثم الى المسجد الحرام للصلاة على الفقيد عقب صلاة الجمعة. واشار الى ان الوصية والتي تحمل 51 نقطة أوضحت الطريق لابنائه، وفَنَّدَ المرحوم، باذن الله، من خلالها كل الامور التي تخص الأسرة ولن يكون هناك أي مشاكل اذا تمسكوا بها وطبقوها . وتواجد من مدينة الدمام احمد عواض الحارثي زوج شقيقة الفقيد لحضور الدفن وقال: ان الدكتور ناصر كان باراً باسرته وكان عالما من علماء الاثار الاسلامية.