قدم العلماء الأميركيون دليلا جديدا على أن نظرية داروين في النشوء والارتقاء كانت خطأ، وذلك بكشف فريق عالمي من علماء أصول الجنس البشري من جامعتي كين ستيت وكاليفورنيا النقاب عن أقدم أثر معروف للبشر على وجه الأرض وهو هيكل عظمي بشري إثيوبي يبلغ عمره حوالي أربعة ملايين وأربعمائة ألف سنة أطلق عليه اسم \"أردي\". وأعلن فريق البحث أمس الخميس أن اكتشاف \"أردي\" يثبت أن البشر لم يتطوروا عن أسلاف يشبهون قرد الشمبانزي، مبطلين بذلك الافتراضات القديمة بأن الإنسان تطور من أصل قرد. وكتب الباحثون في تقريرهم بمجلة ساينس أن \"أردي\" واحدة من أسلاف البشر وأن السلالات المنحدرة منها لم تكن قردة شمبانزي ولا أي نوع من القردة المعروفة حاليا. ويؤكد العلماء أن أردي ربما تكون الآن أقدم أسلاف الإنسان المعروفين، لأنها أقدم بمليون سنة من \"لوسي\" التي كانت تعد من أهم الأصول البشرية المعروفة. من جهة أخرى أوضح سي أوين لوفغوي وهو عالم أميركي في جامعة كنت من المتخصصين في أصل الإنسان أنه أجرى دراسة على الإنسان البدائي الذي يعرف باسم Ardipithecus ramidus الذي عاش قبل 4.4 ملايين سنة في إثيوبيا. وأضاف في دراسة تنشر اليوم في مجلة ساينس، أن \"البشر غالبا ما يظنون الناس تطوروا من القردة، لكن ذلك ليس صحيحا، بل القردة هي التي تطورت منا\". وتابع أنه \"شاعت فكرة أن البشر هم نسخة متطورة عن الشمبانزي لكن دراسة الإنسان البدائي ساهمت في تأكدنا بأنه لا يمكن أن يتطور البشر من الشمبانزي أو الغوريلا\". ووصف العلماء الهيكل العظمي الجزئي لأردي وهي أنثى بطول 120 سنتمتر ووزن خمسين كيلوغراما تقريبا، من نوع أرديبيتيكوس راميدوس الذي عاش قبل 4.4 مليون سنة في إثيوبيا. وكان لأردي رأس يشبه رأس القرد وأصابع قدم متقابلة تسمح لها بتسلق الأشجار بسهولة، لكن يديها ومعصميها وتجويف الحوض لديها تظهر أنها كانت تسير منتصبة كالبشر لا منحنية على مفاصل الأصابع كالشمبانزي والغوريلا. وقال تيم وايت من جامعة كاليفورنيا بيركيلي الذي ساعد في قيادة فريق البحث إن \"الناس لديهم اعتقاد بأن الشمبانزي الحديثة لم تتطور كثيرا، وأن الجد المشترك الأخير كان مثل الشمبانزي تقريبا وأن النسل البشري هو الذي طرأ عليه كل التطور\". غير أن وايت يرى أن \"أردي\" أكثر بدائية حتى من الشمبانزي، نافيا أن يكون عدم سير قردة الشمبانزي والغوريلا منحنية على مفاصل الأصابع دليل على أنها أقل تطورا من البشر، موضحا أن تلك القردة طورت صفات تساعدها على الحياة في بيئاتها الطبيعية في الغابات. وقام وايت وبيرهان أسفو من مؤسسة أبحاث ريفت فالي وفريق كبير بتحليل كل عظام \"أردي\" التي عثر عليها، واكتشفوا أنها ربما كانت أكثر مسالمة من الشمبانزي الحالي، مستدلين بأنها على سبيل المثال لا تملك تلك الأنياب الحادة التي يستخدمها الشمبانزي في العراك.