لا تزال السفارة السعودية في باكستان تتحفظ على جواز سفر مواطنة سعودية (35 عاماً) عرفت باسم «أم أمل»، تقيم في باكستان منذ 21 عاماً، بعد أن هُرّبت من المملكة في سن ال14 مع مقيم باكستاني كان اعتدى عليها جسدياً، بمساعدة زوجة أبيها، على حد قولها. وكشفت الشابة السعودية التي عرفت ب«أم أمل» أن السفارة رفضت تسليمها جواز سفرها، واكتفت بإعطائها صورة منه تحمل ختم السفارة، حتى يتسنى للمرأة التي تقيم في مدينة كراتشيالباكستانية التواصل مع أسرتها للتنسيق حول عودتها إلى المملكة. وأكدت «أم أمل» أن السفير السعودي عبدالعزيز الغدير سلمها صورة من جواز سفرها وعليه ختم السفارة، بعد أن طلبته منه، «حينما أردت زيارة المملكة من أجل العمرة، رفض السفير الغدير تسليمي جواز سفري السعودي». وأضافت: «اشترط السفير أن أتقدم بطلب العمرة عبر جواز سفر باكستاني وقال لي: «سافري إلى مكةالمكرمة على أنك مقيمة باكستانية، ولن أسلمك الجواز السعودي إلا في حال مغادرتك باكستان نهائياً، لأن ذلك سيجلب لك المشكلات، من دون أن يحدد نوعية هذه المشكلات». وتابعت: «والدي سامحني، واعترف بأني ابنته خلال لقائي به في السفارة السعودية لدى باكستان، لكنه رفض دخولي السعودية، وأبلغوني في السفارة أن والدي منعهم من تسليمي جواز السفر» بحسب "الحياة" . وكانت «أم أمل» تعرضت في ال14 من عمرها للإيذاء الجسدي من مقيم باكستاني، قبل أن يقوم بتهريبها إلى مدينة جدة بمساعدة زوجة أبيها، ومن ثم إلى باكستان، بغية النجاة من تعرضها للقتل من أسرتها. من جهته، أوضح السفير السعودي لدى باكستان عبدالعزيز الغدير أن السفارة تعالج الموضوع مع وزارة الخارجية، وسيصدر توضيح من الدائرة الإعلامية في الوزارة بشأن قصة المرأة السعودية (أم أمل) التي تقيم في باكستان منذ 21 عاماً، مؤكداً أن حديثها في «برنامج الثامنة» الذي عرضته قناة «إم بي سي» أول من أمس، «ليس كله صحيحاً، وموضوعها شأن عائلي بحت». فيما قال مصدر مطلع في سفارة الرياض لدى إسلام أباد في اتصال هاتفي ل«الحياة» إن السفارة تسلمت خطاباً من وزارة الخارجية به رد جوابي من وزارة الداخلية، برفقته أصل جواز سفر «أم أمل»، على أن يتم تسليمه لها، مشيراً إلى أنه - بحسب الخطاب - بإمكانها السفر إلى المملكة شريطة أن يتم إبلاغ الجهات المعنية في المملكة قبلها بوقتٍ كافٍ لمراعاة ظروف قضيتها، واستقبالها لدى وصولها وحمايتها. وأضاف: «أبلغنا أم أمل منذ خمسة أشهر (وقت تسلم الخطاب) أننا وصلنا إلى مرحلة متقدمة، على أن يتم نقلها من مدينة كراتشي إلى الرياض في حال التواصل والتنسيق مع أسرتها». بينما لفت المصدر إلى أن السفير طلب من «أم أمل» عدم إبلاغ أي شخص عن صورة الجواز السعودي، لأن المجتمع الذي تعيش فيه يعرفونها بأنها باكستانية الجنسية. وأوضح أنه تم أخذ الموافقة «شفهية» من أم أمل على أن تحتفظ السفارة بالجواز السعودي، على رغم تسلم السفارة خطاباً من «الخارجية»، مفاده: «أخذ إقرار على أمل بموافقتها على بقاء أصل جواز السفر السعودي لدى السفارة، إلا أنه تم استدعاؤها وإبلاغها شفهياً». وأضاف: «نحن أعلم بأمور باكستان، ونرى ما لا يراه الغائب، خصوصاً أنها لا تمتلك جواز سفر باكستانياً، وربما في حال تسلمها الجواز السعودي فإنها ستعرضه في وسائل الإعلام، أو يتم الاستيلاء عليه من زوجها». وذكر المصدر أن أم أمل وصلت إلى مقر السفارة في إسلام أباد من دون أن تخبرهم، وكان برفقتها ابنها، «عاتبناها على عدم إبلاغنا بزيارتها، حتى نسهل مهمتها في المطار، ونقلها إلى مقر الضيافة»، إلا أن أم أمل قالت : «لو علمت القنصلية السعودية في كراتشي بسفري إلى إسلام أباد ستتم عرقلة ذلك، والتقيت السفير وتسلمت منه 28 ألف روبية باكستانية (1000 ريال سعودي)». وأكد أن السفارة لم تدفع لها قيمة إيجار المنزل، وإنما تكفلت به امرأة سعودية تدعى «أم صالح»، سلمت لأم أمل 4 آلاف دولار أميركي، وزاد: «أبلغنا أم أمل أن مشكلتك ليست مع وزارتي الخارجية أو الداخلية، وإنما مع ذويك، ومتى تسهل أمرك مع أسرتك، نحملك على رؤوسنا إلى المملكة».