يستيقظ صباحاً ملتفتاً بشكل فوري إلى جهازه «الآي فون» الغربي الصنع، يفتحه ويذهب مباشرة إلى «تويتر»، ليرى آخر التغريدات السعودية. يكتب تغريدة « اخرجوا الأجانب من السعودية »، وتغريدة أخرى، « لماذا لا نوقف الاستقدام، فأعداد الأجانب كبيرة ويملؤون البلد »، بالطبع إلى الآن لم ينتهِ من نزق الصباح، ليكتب أيضاً، «لماذا لا نقاطع البضائع الأجنبية، فهذا الغرب والشرق أعداؤنا، ويكيدون لنا ليل نهار». ثم يفكر أكثر، لماذا لا نجعلها «اخرجوا الأجانب من جزيرة العرب فهي أكثر شعبية عند المدرعمين، ولها مؤيدون من مغسولي الدماغ، خبثه يدفعه أكثر لأن يجعلها «هشتاق»، ولِمَ لا، فالحمقى والمغفلون كثر. يتسلل بهدوء، خوفاً من أن تستيقظ زوجته النائمة بجواره، يخرج مباشرة إلى حيث قهوته المعدة من البن البرازيلي، التي أعدتها له عاملته الفيليبينية، يذهب لكي يستحم بالصابون الأميركي، والشامبو الاسكتلندي، ثم يخرج ليلبس ثوبه السويسري، وشماغه الإنكليزي المميز. يقود سيارته الأميركية، حاملاً معه جواله «الآي فون»، يفتح «تويتر» مباشرة، ويرى أن التفاعل مع هشتاقه بدأ في الازدياد، لكنها لا تزال بضع تغريدات، عليه أن يصب مزيداً من الزيت على النار، يكتب «أعرف أجنبياً يعمل في شركة يأخذ راتباً قدره 50 ألف ريال، بل 100 ألف». ويكتب أيضاً «أعرف أجنبياً يبيع في محل ملابس يمتلك الملايين»، يواصل مشاوره إلى مكتبه، بعد أن توقف في محطة الوقود، إذ ملأ سيارته عامل هندي. قبل الوصول يتصل على سكرتيره، لينزل «جاويد» المراسل البنغالي ليحمل حقيبته، يجلس على مكتبه الوثير، وعلى الفور يتقدم «التي بوي» ليقدم له الشاي السيلاني. يفتح «تويتر»، ويرى أن الهشتاق وصل لمئات التغريدات المحرضة. الساعة الثانية ظهراً تتصل به حرمه المصون التي استيقظت للتو، وتسأله عما فعله في تأشيرة المربية الأجنبية الجديدة، يهتز خوفاً وهلعاً، فقد نسي الموضوع تماماً، يرد بتردد، الآن... الآن. يبحث عن رقم المعقب، ويقول له: ماذا فعلت، إلى الآن أسبوعان، الحرمة زعلانة وأنت بس تسوف. يرد المعقب: لا أستطيع أن أصدر تأشيرة رابعة، لديك ثلاث عاملات، والنظام لا يسمح، وعدد عائلتك لا يكفي أيضاً. يجيب: ابحث عن أي مخرج، المهم خلصني من «نق الحرمة طول اليوم»، شوف أي أحد «ندفعله»، المهم خلصني. يغلق الخط، ويعود ل«تويتر»، يبتسم ويجد أن الهشتاق وصل إلى ذروة السب والشتم والانتقاص من شركائنا الأجانب العاملين في السعودية، من دون وجه حق. أما «المدرعمون» المغفلون، فقد واصلوا نشر الإشاعات، والاتهامات بالتقصير، تارة ضد الحكومة والمؤسسات وتارة ضد الأفراد. الساعة الخامسة يغادر مكتبه، يتلقى اتصالاً من المعقب يقول له فيه: أبشرك خلصنا التأشيرة، الآن لديك أربع عاملات، وسائقان أجنبيان، كلهم تحت كفالتك وخدمتك، يتثاءب بتثاقل، وقد سال لعابه متذكراً الكبسة التي طلبها أمس من عاملته الأجنبية. نقلا عن الحياة السعودية للكاتب محمد الساعد مدرعم ، الأولى ، صحف ، أخبار ، تويتر ، فيس بوك ، هاشتاق ، بريد