قالت مصادر خليجية على اتصال بأجنحة عدة في العائلة الحاكمة في قطر إن الشيخ حمد يرغب بالفعل في تكريس سابقة خليجية، بل عربية. لكنّ هذه المصادر ترى أن هناك اوضاعا خاصة بقطر حملت الشيخ حمد على اتخاذ قراره القاضي بالتخلي عن موقعه لمصلحة نجله ولي العهد في غضون بضعة اسابيع أو أشهر في ابعد تقدير. ورجحت حصول ذلك بعد عيد الفطر المبارك، أي في الاسبوع الثاني من آب/اغسطس المقبل، أو في شهر أيلول/سبتمبر المقبل. ورأت أن من بين الاسباب التي دعت الشيخ حمد الى اتخاذ قراره شعوره بأن صحته مقبلة على تدهور، خصوصا أنه يعيش بكلية واحدة مزروعة. واضافت أن أمير قطر اعتبر بعد نصائح وجهتها له زوجته الشيخة موزة المسند أنّ من مصلحته توريث نجله تميم، الذي يشغل حاليا موقع ولي العهد، فيما لا يزال على قيد الحياة. وأشارت الى أن الشيخة موزة تخشى من أن لا يتمكن تميم من تولي مهماته في غياب والده خصوصا أنّ الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني رئيس الوزراء ليس على استعداد للتعاطي بمرونة مع ولي العهد الحالي، كما الحال مع والده، الامير الحالي. ولاحظت أن الشيخ حمد بن جاسم يعتبر نفسه شريكا في السلطة نظرا الى أنه كان الى جانب الشيخ حمد بن خليفة لدى انقلابه على والده في العام 1995. ولذلك ارتأت الشيخة موزة أن يترك الشيخ حمد موقع الامير مع الشيخ حمد بن جاسم وذلك كي يتمكن ولي العهد من تشكيل حكومة جديدة لا سلطة فيها لرئيس الوزراء السابق على أيّ وزير. وكشفت المصادر نفسها أن توترا شديدا يسود في هذه المرحلة العلاقة بين وليّ العهد ورئيس الوزراء. وقالت إن هذا التوتر كان وراء مواجهة حصلت اخيرا بين حراس الرجلين في الديوان الاميري. واضافت أن المواجهة اقتصرت على بعض الصياح من دون الوصول الى اخراج مسدسات، لكنها عكست درجة الكره المتبادل بين ولي العهد ورئيس الوزراء. وقد استغلّت مواقع مؤيدة للنظام السوري هذه الحادثة لتبث انباء عن محاولة انقلابية في قطر. لكنّه تبين أن ما وزعته هذه المواقع كان أقرب الى تمنيات من أي شيء آخر. ولاحظت المصادر نفسها أنّ وسائل الاعلام المؤيدة لقطر حرصت في الفترة الاخيرة على نشر مقالات وتعليقات وانباء عن قرب تخلي الامير عن السلطة. وكان التركيز في المقالات والتعليقات والانباء على أن الشيخ حمد بن خليفة لم يكتف ببناء دولة حديثة تمتلك دورا اقليميا مميّزا، بل ينوي اعطاء دروس للحكام العرب والخليجيين في كيفية تنظيم عملية الانتقال السلمي للسلطة من جيل الى آخر بعيدا عن العنف. لكنّ المصادر الخليجية قالت أن كلّ ما صدر من تسريبات عن الدوحة يصبّ عمليا في عملية تغطية واسعة لنقل السلطة من الاب الى الابن من جهة والتخلص من رئيس الوزراء من جهة اخرى تحت شعار "جئنا معا ونرحل معا". وأوضحت هذه المصادر أنّ ليس في الامكان الاستخفاف بوليّ العهد المدعوم من اشقائه وشقيقاته. واشارت في هذا المجال الى أنّ الشيخ تميم يمتلك شخصية قويّة وأنّه لا يمكنه القبول بتولي موقع الامير من دون أن يكون صاحب الكلمة الاولى والاخيرة في البلد. وهذا يعني بطبيعة الحال أن يكون مطلق الصلاحية في تشكيل الحكومة التي يريدها وأن يضع على رأسها الشخص الذي يريده. وهذا يعني آليا ذهاب حمد بن جاسم بن جبر الى منزله. وتضيف المصادر الخليجية أن السؤال في قطر حاليا لم يعد هل يستقيل حمد بن جاسم أم لا. السؤال متى يستقيل؟ هل يحصل ذلك مع اعلان الامير تخليه عن موقعه لوليّ العهد أم قبل ذلك؟ وهذا يعني تولي ولي العهد موقع رئيس الوزراء وتشكيل حكومته قبل ايّام أو اسابيع من إعلانه اميرا على البلاد.