طالب إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ عبدالرحمن السديس بضرورة تربية الأجيال والمجتمعات على تعظيم النصوص قولاً واعتقادَا وعملاً وانقيادَاً، لأنه سبيل الحفاظ على الهوية الإسلامية والحصن دون تسلل لصوص النصوص ذوي الأفكار السلولية شطر ديار المسلمين. وأشار في خطبة الجمعة اليوم بالمسجد الحرام إلى أن من أخطر القضايا قضية تحكيم العقل بين يدي صحيح النَّقل والاجترَاء على مقدس النصوص بمحض الآراء والأهواء، مؤكدا أن هذه القضية قد حسمها الإسلام بقوله تبارك وتعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ ورسوله". وأوضح أن من الأصول المتفق عليها بين الصحابة والتابعين أنه لا يُقبل من أحَدٍ أن يُعارِض القرآن رَأيه ولا ذوقه ولا معقوله ولا قياسه ولا وجْده، لافتا إلى أنه في هذا العصر استقى أقوام كثيراً من مشارب أهل الزيغ والضلال فتكاءدُوا قبول الأحاديث النبوية التي يردها في زعمهم الواقع المحسوس أو يَمجها هوى عقلهم أو تتعارض والطب الحديث المدروس وتتمانع وكرامة النفوس. وقال إن هذا لوثة اعتزالية استشراقية تتمدح المنهج العقلاني في التعامل مع النصوص الشرعِية وتؤولها وفق الظروف التاريخية والاجتماعِية والواقعِية، بما يَفتح بابًا لأهل الأهواء لِبثِّ سُمومهم، متسائلا: "أي نائبة تلك التي تصِيب الأمَّة حِين تُهاجِم مَصْدَرَي هدَايتِها وسَعَادَتها وعِزَّتِها في عَمْدٍ وإصْرَار وتُقَدم أضاليل عقول البَشر على قول المُرسل بالحق؟"، مطالبا بضرورة الخضوع التام لنصوص سيد الأنام عليه الصلاة والسلام.