تشكّل العلاقة بين الإخوان وإسرائيل مسألةً مفصلية، والمفاوضات التي تجري بين الإخوان وأميركا بخصوص إسرائيل واضحة وبعضها معلن. ثروت الخرباوي القيادي الإخواني السابق قال إن زيارة عصام العريان لأميركا كانت تتضمن رسالة أساسية:"اضمنوا لنا الحكم نضمن لكم أمن إسرائيل. الإخوان ملتزمون بالسلام مع إسرائيل، ولا مجال من الخوف على دولة إسرائيل ما دام الإخوان يحكمون مصر". هذه الرؤية ليست جديدة فالإخوان حلفاء أميركا أيام الحرب الباردة وهم يساعدون الولاياتالمتحدة في كثيرٍ من الأزمات التي تمر بها. ستيفن بروك الباحث في جامعة تكساس وفي بحثٍ له عن العلاقة بين الإخوان وأميركا نقل عن ايان جونسون الصحفي في وول ستريت جورنال رؤيته بأن:"وكالة المخابرات المركزية كانت ترى في حركة الإخوان المسلمين خير مناهض للشيوعية وعملت على دعم مركز سيد رمضان في قيادة الجماعة وخاصة فرع الإخوان المسلمين في أوروبا. بناءً على مقابلات أجريت مع زملاء ومساعدي المسؤول بوكالة المخابرات المركزية بوب دريهر، بالإضافة إلى مجموعة من التقارير الواردة من وكالات الاستخبارات الأوروبية، توصل جونسون إلى أنه "باستثناء وثائق الدفع من قبل وكالة المخابرات المركزية، فإن كل المؤشرات الأخرى تشير إلى أن دريهر وامكومليب قد استخدما وسائل مالية وسياسية لدعم رجل الإخوان المسلمين في أوروبا سيد رمضان، ورفع شأنه". رؤية جونسون طويلة ووصفت شهادته هذه بالتاريخية ولا تتسع لتفاصيلها هذه الزاوية، لكن الذي أود أن أشير إليه أن على الإخوان أن لا يطرحوا أنفسهم على أنهم الفئة التي لم تمسّ أكفها أيدي الأميركيين، بل إنهم زاروا السفارات وعقدوا الصفقات والاتفاقيات وهذه شهادات الإخوانيين المنشقين أنفسهم مثل الخرباوي والمليجي وسواهم من الذين وقعوا على حقائق هذا التنظيم الذي يتحالف مع الغرب منذ الحرب الباردة. مع صعود باراك أوباما وصفه البعض بالمقرب من الإخوان المسلمين، والمناوئين له يعتبرونه المقرب من الإسلاميين وله الدور في تقريبهم وهو يستقبلهم الآن، ولا ننسى أن مرسي نفسه قد أرسل رسالةً إلى نتنياهو طرزها بمناداته ب:"الصديق العزيز". بآخر السطر فإن ما ألصقه الإخوان بغيرهم من زياراتٍ للسفارات قد انطبق عليهم منذ الحرب الباردة حين كانت كوادرهم تأخذ التذاكر المخفضة من اليد الأميركية، وأميركا تستخدمهم من دون كلل أو ملل حتى اليوم، فهل أنتم منتهون؟!