أماطت تقارير صحافية مصرية اللثام عن أول زيارة من نوعها يقوم بها حاكم عربي أو أجنبي للرئيس المخلوع حسني مبارك منذ تنحيه في 11 فبراير الماضي عقب انتفاضة شعبية أطاحت به. والتي كانت من نصيب عاهل البحرين الملك حمد بن عيسى. فقد زار العاهل البحريني، أول أمس الأربعاء، الرئيس المخلوع في جناحه المحبوس فيه بالمركز الطبي العالمي. واستغرقت الزيارة المنفردة والأولى من نوعها نصف ساعة، أجهش خلالها مبارك بالبكاء أثناء احتضانه عاهل البحرين. وذكرت صحف مصرية أن العاملين بالمركز الطبي العالمي فوجئوا أمس الأول الأربعاء بحركة غير عادية وانتشار لقوات الأمن حتي وصلت عدد من سيارات المراسم ونزل من إحداها ملك البحرين حمد بن عيسي بعد أن حصل علي تصريح رسمي بزيارة الرئيس المخلوع حسني مبارك، في الجناح المحبوس فيه احتياطيًا عقب نقله إليه في 3 أغسطس الماضي. وأرجع مقربون من أسرة مبارك سبب زيارة ملك البحرين إلى تدهور صحة مبارك. فيما لفتت الصحيفة إلى أن سوزان ثابت زوجة المخلوع كانت قد كثفت اتصالاتها في الفترة الأخيرة بعدد من الأمراء والملوك ورؤساء الدول، للوقوف بجانب مبارك لظروفه الصحية الحرجة. وذكرت الصحيفة أن مبارك أجهش بالبكاء أثناء احتضانه لملك البحرين، مشيرةً إلى أن الزيارة استغرقت 30 دقيقة هي الفترة التي قضاها ملك البحرين منفردًا مع مبارك. وقدم عاهل البحرين، على خلفية هذه الزيارة، العديد من التبرعات المالية بما في ذلك المشاركة في تكاليف علاج مبارك، كما عرض استعداده لاستقدام الطبيب الألماني الخاص بمبارك للإقامة شبه الدائمة في مصر علي نفقته الخاصة. ووعد حمد أسرة مبارك بتكرار زياراته للمخلوع، كما كلف سفير البحرين بالقاهرة بمتابعة حالة مبارك الصحية أولاً بأول. وأشارت إلى أن ملك البحرين بعد انتهاء زيارته للمخلوع طلب إجراء فحوصات طبية خاصة أثناء وجوده بالمركز الطبي العالمي. في الإطار نفسه قام عدد من مندوبي السفارتين الأمريكية والبريطانية بزيارة الرئيس المخلوع في المركز الطبي العالمي، باعتباره يحمل الجنسية البريطانية. ويبرز في السياق نفسه أن وفدًا دوليًا من منظمة حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة سيقوم بزيارة مبارك خلال الأسبوع المقبل لمعاينة حالته الصحية والاستماع له باعتباره محبوسًا احتياطيًا وليس بصفته رئيساً سابقاً. وجرى آخر لقاء بين العاهل البحريني ومبارك منذ عام عندما كان مبارك في السلطة، أكد خلاله مبارك أن مصر تدعم استقرار البحرين واستقلالها وسيادتها على كامل أراضيها ضد أي تهديد إقليمي أو خطر خارجي. وأشادت وكالة أنباء البحرين بالعلاقات التاريخية بين القاهرة والمنامة، على خلفية زيارة عاهل البحرين الملك حمد بن عيسى آل خليفة لمصر ومباحثاته مع المشير محمد حسين طنطاوي، القائد العام، رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة.