تبنت حركة "طالبان" المسئولية عن اغتيال الشقيق الأصغر للرئيس الأفغاني حامد كرزاي في قندهار جنوبي أفغانستان، مشيدة "بأكبر نجاحاتها" منذ إعلان استئناف هجماتها هذا الربيع. ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن الناطق باسم "طالبان" يوسف أحمدي في اتصال هاتفي، إن "طالبان" كلفت مؤخرا القاتل الذي عرفت عنه باسم سردار أحمد بقتل أحمد والي كرزاي، مضيفًا: "إنه واحد من أكبر نجاحاتنا منذ بدء الهجوم (في الربيع). كلفنا مؤخرا سردار محمد بقتله". وتابع إن "سردار محمد قتل أيضا". وقال مصدر في وكالة الاستخبارات الأفغانية طلبا عدم كشف هويته، إن سردار أحمد كان صديقا لأحمد والي كرزاي. وأضاف إنه "زار والي في منزله وكانا بمفردهما في غرفة فأخرج مسدسا وقتله"، موضحا إن "الحراس هرعوا إلى الغرفة وقتلوا سردار". وكان أحمد كرزاي تعرض لهجمات متعددة في الماضي، ونجا من آخر هجوم في مايو عام 2009، شنته عناصر "طالبان" على موكبه. وأحمد والي كرزاي المولود في عام 1961 هو الشقيق الأصغر للرئيس الأفغاني لحامد كرزاي، وكان قد تم اختياره نائبا لولاية قندهار ب "اللويا جيرجا" (مجلس الأعيان) في عام 2002، و"اللويا جيرجا" الدستوري 2004، وانتخب في مجلس ولاية قندهار 2005. وكان موضع جدل واسع، في ضوء ما أثير عن علاقته بوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية، التي تحتفظ بوجود ضخم لها داخل قندهار. وقال مسئولون أمريكيون، إن الوكالة ظلت تدفع راتبا منتظما لسنوات عدة لقيامه بخدمات متنوعة لحسابها. واعترف أحمد والي كرزاي أنه ساعد في المعارك التي تشنها الحكومة الأمريكية ضد المقاومة، لكنه أنكر تلقيه أموالا من وكالة الاستخبارات المركزية. كما تحدثت مصادر عن علاقته بتجارة المخدرات، وجنيه أموالا ضخمة من وراء تيسير مرور شحنات الأفيون عبر المنطقة، فضلاً عن تورطه في نشاطات غسل أموال، واستيلائه على أراض من دون وجه حق. وقد قاوم الرئيس الأفغاني طلبات متكررة من جانب كل من السفير الأمريكي، والقائد العسكري الأمريكي الأعلى في أفغانستان بنقل أحمد والي كرازي خارج قندهار، لكون المسئولين الغربيين والأفغان يرونه يقف عقبة في طريق بناء حكومة عادلة وفاعلة في أفغانستان، الأمر الذي يعدونه ضروريا للقضاء على "طالبان" وتوفير فرصة الانسحاب في نهاية الأمر أمام القوات الأمريكية.