قال الرئيس المصري حسني مبارك، الذي يواجه نظامه اضطرابات واسعة منذ نحو عشرة أيام، في مقابلة مع محطة تلفزة أمريكية إنه يرغب بالرحيل لكنه لا يستطيع خشية حدوث فوضى في البلاد. وقال مبارك في مقابلة أجرته معه قناة "إيه بي سي" ABC الأمريكية الخميس أجرتها المذيعة كريستيان امانبور "نفد صبري. بعد 62 عاما في الخدمة العامة فاض بي الكيل. اريد ان ارحل." وأوضح قائلاً في المقابلة التي أجريت في قصر يحظى بحراسة أمنية مشددة للغاية، حيث يقيم الرئيس المصري مع أفراد عائلته: "لا أبالي بما يقوله الناس عني.. كل ما يعنيني حالياً بلدي.. مصر هي التي تهمني." واضاف أن العنف الذي يعصف بالقاهرة يحزنه، وقال: "حزنت لما حدث في ميدان التحرير بالأمس (الأربعاء) ولا أرغب أن أرى المصريين يقتتلون فيما بينهم." ورفض في مقابلة مع كريستيان أمانبور، الاتهامات الموجهة للحكومة بأنها تقف وراء الاشتباكات الدامية التي وقعت في ميدان التحرير الأربعاء، وحمل المسؤولية للإخوان المسلمين. وقال "إن الرئيس الأمريكي لا يفهم الثقافة المصرية وما سيحدث لو أنه تنازل عن السلطة الآن." وفي الأثناء، وصف المتحدث باسم الخارجية الأمريكية، فيليب كراولي العنف الذي هزّ القاهرة الأربعاء بأنه "يوم سيء لمصر"، مضيفاً أن الجيش المصري استجاب للأوضاع بطريقة مختلفة اليوم (الخميس) عمن استجابته للتطورات أمس. من ناحية ثانية، أكد نائب الرئيس المصري، عمر سليمان، الخميس، إن مبارك وابنه جمال لن يترشحا للانتخابات الرئاسية المقبلة التي ستجري في سبتمبر/أيلول المقبل. وقد اعلن الرئيس المصري في خطاب ألقاه الثلاثاء عدم نيته الترشح للرئاسة، لكن تصريحات سليمان تعد الأولى من مسؤول مصري بشأن عدم ترشح جمال مبارك. وقال سليمان إن الرئيس مبارك "رجل صادق وملتزم،" بتنفيذ وعوده بشأن عدم الترشح، والمضي قدما في الإصلاحات السياسية، التي ستتضمن حل البرمان بعد إقرار تعديلا الدستور اللازمة.(التفاصيل) أما رئيس الحكومة المصرية، أحمد شفيق، فقد قال إن كلمة "الآن" التي يستخدمها البعض في الخارج والداخل فيما يتعلق بانتقال السلطة "فيها استخفاف بنا وبقيمنا وتقاليدنا." وتطرق شفيق إلى المواجهات التي جرت بين موالين للرئيس مبارك ومعارضين له في ميدان التحرير، وقال إن خطاب مبارك حظي بتعاطف، فاندفع الناس في الشوارع في مسيرات. وتابع: "كانت المسيرات تنطلق بشكل حضاري وفق أكبر الديمقراطيات في العالم، فالكل في موقعه بشكل مشرف، وكنا نفخر بما يجري لأنه مشرف." وأضاف: "ولكن عند الظهيرة حصل ما لم يكن بالحسبان، إذ تقدمت مجموعات لا يمكن لي حتى الآن تخيل كيفية دخولها ووصولها إلى المكان، وما إذا كان قد رتب لها أم خرجت بشكل تلقائي." وتابع: "هذه المجموعة دخلت وحصل احتكاك، وهو أمر طبيعي، لكن كان هناك الكثير من الشباب وحماسهم متدفق، وحصلت اشتباكات وتصاعدت الأمور، ويبدو أنهم كانوا يحملون وسائل للضرب، مثل الخناجر، وقد أدت الدماء لإذكاء الفتنة، وهذا منظر سيظل يبكي قلوب المصريين لفترة طويلة جداً، لم يكن في الحسبان أن يصور ميدان التحرير وكأننا في معركة حربية، وخلاصة الأمر أن الموضوع أدى لليلة دامية وجرح عميق بين الجانبين. وأكد شفيق قائلا: "أتعهد أمامكم بأن الموضوع لن يمر، مضيفاً "وقد اعتذرت في كل القنوات بصفتي الرجل الذي يقدر المسؤولية."