حذر علماء من إمكانية وصول عالم الاتصالات إلى مشكلة حقيقية خلال فترة لا تتجاوز السنة، بسبب النقص الذي يصيب ''بروتوكولات الإنترنت'' أو ما يعرف ب''IP Address'' وهو عبارة عن سلسلة رقمية تلعب دور المعرف للأجهزة على الإنترنت. وقال العلماء إن المشكلة برزت بسبب العدد الهائل من الأجهزة الحديثة التي باتت تتصل بالإنترنت، وعلى رأسها الهواتف النقالة والسيارات وأجهزة الاستشعار اللاسلكية وسائر الأدوات الإلكترونية التي يحتاج كل منها إلى معرفات رقمية خاصة، ما وضع سلاسل الأرقام المتاحة على شفير النضوب حسبما ذكر موقع شبكة cnn. وكتب الباحث والعالم ريتشارد مكمانوس، على مدونته الشخصية: ''هناك انفجار معلوماتي على وشك الحصول في عالم الإنترنت بسبب الأجهزة العاملة عبر الاستشعار، إلى جانب تزايد الهواتف الذكية، وهذا يزيد كثيراً الحاجة إلى بروتوكولات الإنترنت (IP)''. ونقل مكمانوس عن جون كوران، المدير التنفيذي للجمعية الأمريكية لتسجيل البروتوكولات: إن ما بقي متاحاً من الأرقام حالياً لا يتجاوز أربعة مليارات رقم، مضيفاً أن الوتيرة المتسارعة لاستهلاك هذا المخزون المتبقي ترجح نفاده خلال سنة. وكان أحد مديري جوجل، فينتون كيرف، قد أدلى بموقف مماثل منذ فترة، حيث حذر من أزمة على صعيد أرقام ''IP'' مبدياً خشية من الوصول إلى مرحلة تظهر معها سوق سوداء لها. لكن مكمانوس أشار إلى أن الباحثين لم يقصروا في النظر إلى حلول ممكنة لهذه المشكلة، بينها تعديل حجم تلك العناوين لجعلها قادرة على استيعاب الأعداد المتزايدة من المستخدمين. ولفت إلى أن نظام الترقيم الحالي ل ''IP'' يتسع ل 32 بت من المعلومات، ولكن الجهود منصبة على تطوير نظام جديد يتسع لأكثر من 128 بتاً، بمعنى أن حل الأزمة سيكون على غرار ما يجري في الدول التي تشهد أنظمة الهواتف العادية فيها طفرة في المستخدمين، فتعمد إلى زيادة الأرقام المتوافرة. من جهة أخرى كشفت الهند عن نموذج أولي لكمبيوتر محمول ثمنه 35 دولاراً فقط، في سياق برنامج حكومي لتوفير الاتصالات لجميع الطلاب والمعلمين بأسعار معقولة، في الدولة النووية التي يصل معدل الأمية فيها إلى 65 في المائة. وقال كابيل سيبال، وزير تنمية الموارد البشرية في الهند، لدى كشفه عن الكمبيوتر المحمول (لاب توب) الجديد في نيودلهي، الخميس: إن سعره سيتراجع، تدريجياً، ليصل إلى 10 دولارات. وترى الهند إتاحة وسائل الاتصال لجميع الكليات والجامعات في البلاد، كأمر أساسي لتحقيق أهدافها التعليمية، في الدولة التي يبلغ تعداد سكانها أكثر من مليار نسمة، وفق تعداد عام 2001. ومع ذلك، خطت الدولة الآسيوية خطوات عملاقة في مختلف المجالات منذ أن فتحت اقتصادها في مطلع التسعينيات، منها ثورة الاتصالات، حيث بلغ عدد مستخدمي الهواتف النقالة ما يقرب من 600 مليون مستخدم، خلال فترة تجاوزت العقد بقليل. والآن، تستعد الهند لقفزة أخرى في العالم الرقمي بتوسيع نطاق استخدام الإنترنت السريع وربط قراها التي يصل عددها إلى ربع مليون قرية، عبر الوسائط المتعددة فائقة السرعة اللاسلكية، بحلول 2012، في محاولة لسد الفجوات الهائلة بين نطاق المجتمعات الريفية والحضرية، فيما تبرز الهند باعتبارها واحدة من قلة من أسواق العالم التي تشهد نمواً. وقالت المتحدثة باسم وزارة تنمية الموارد البشرية، ماماتا فارما: إن الحكومة تهدف إلى إدخال حواسيب تعمل باللمس على الشاشة في المؤسسات التعليمية العليا العام المقبل. ويذكر أن الهند أطلقت بنجاح قبل أسبوعين خمسة أقمار صناعية إلى الفضاء، من بينها مركبة صغيرة قام طلاب بتصميمها. ومن بين المركبات الفضائية، القمر ''كارتوسات 2 ب''CARTOSAT 2B، وقمر صناعي جزائري ''سات 2'' وآخر كندي، إضافة إلى ''ستودسات''، وهو قمر صناعي خفيف صمم بيد طلاب يدرسون الهندسة، وفق وكالة أبحاث الفضاء الهندية. وفي نيسان (أبريل) الماضي، لفت تقرير صادر عن الأممالمتحدة إلى أن الهواتف المحمولة متاحة ومتوفرة بكثرة عن المراحيض في الهند، ثاني أكبر دول العالم من حيث الازدحام السكاني. وبلغ عدد المشتركين في شركات تشغيل الهواتف المتحركة 563.73 مليون شخص، أي قرابة نصف سكان الهند الذين يبلغ تعدادهم 1.2 مليار نسمة. في الوقت الذي تتوافر فيه المرافق الصحية لنحو 366 مليون شخص، ثلث سكان البلاد فقط، حتى عام 2008، وفق دراسة نشرتها جامعة الأممالمتحدة حول سبل تحسين البنى التحتية الصحية في العالم.