طول أمس وانا "ماسكه معاي كبسه" وليست أي "كبسه" بل "كبسة لحم" ، إلا أن أم العيال قامت بخيانة عظمى حيث اسقطت "كبسة اللحم" وعينت خلفا لها "كبسة دجاج" ، حينها أعلنت إنقلاب على أم العيال ورفعت شعارات مناهضة وأخذت أجلجل بصوتي ومن خلفي أبنائي "الأسرة تريد اسقاط الدجاج" وما لبثنا مليا إلا وانضمت إلينا وفود الدول الصديقة "الخادمة" حاملة "الكبشة" في يدها اليمنى هاتفتا : "أنا يبقا سمك بابا" ، حينها توقفت ونظرت إليها "نظرة المغشي عليه من الموت" وأنا أردد "الأسرة تريد إبقاء الدجاج" وعلى "قولة" المثل الشعبي العظيم "خلك على قردك لا يجيك أقرد منه" .!! كنت على يقين أن "سمير غانم" لو هام في حب "اللحم الأحمر" لغيّر مقولته الشهيرة "اللحم الأبيض المتوسط" لتصبح "اللحم الأحمر المتوسط" ، لكن لعله راعى إمكانيات الشعوب العربية العظيمة التي لا تستطيع شراء "اللحم الأحمر" ناهيك عن "هضمه" والتي تعبت "بطونهم" من "الفول والعدس" إمتثالا ل "وش جابرك على المر؟ قال اللي أمر منه" ، ولربما أن "أبوغانم" قرأ ما بين السطور وخرج بشيء مستقبلي لحال الأمة العربية مفاده : "لا لحم أحمر بعد اليوم" ! ، ولنا في تصريح "وزير الزراعة" خير دليل ، فقد حث "حفظه الله ورعاه" المواطنين إلى أكل "الجريش والقرصان" عوضا عن "اللحوم" نظرا لتزايد أسعار الأغنام الناتج عن تزايد أسعار الأعلاف وأظن أن الأخيرة ناتجة عن زيادة "أسعار البترول" والمنبثقة من "توسع طبقة الأوزون" المتفتق من "هبوط نادي الوحدة".! رحمك الله يا استاذ "سمير غانم" حيا كنت أو ميتا ، فكأنك كنت تقرأ تصريح الوزير لتهيئ "بطوننا" لاستقبال "فول الصين العظيم" خلفا "للحم الأحمر المتوسط" ، لكن وللأمانة فقد رحمت "جويبنا" قبل "بطوننا" من جشع التجار الذي لا يلقي لوزاراتنا ولا وزرائنا بالا ، وأظن أن هذا أيضا ما وعيه الوزير ب "حكمة بالغة" حيث نصحنا بالعودة "للجريش والقرصان" والذي أرى فيه أفاقا جديدة تتفتح أملا مشرقا لأبنائنا للحفاظ على تراثهم من خلال الأكلات الشعبية المجيدة ك "الجريش والقرصان" ، كما أنه يقدم حلولا على طبق من ذهب لهيئة السياحة عبر المحافظة على مأكولاتنا الشعبية المجيدة والتي قد أشغلتها وفود السياح الهائلة عن مثل هذه التفاصيل الدقيقة .! ونظرا لأني شخص عصامي فقد آثرت تعلم كيفية صنع "الجريش" بنفسي ، وليس لإكتشافي أن "أم العيال" هداها الله لا تفقه في "الجريش" شيء دخل في الأمر ، لكنها "عصاميتي" الكامنة ثارت بعد حالة "سبات شتوي طويل" ، إلا أني صدمت بأمر لم يكن في الحسبان ، حيث ثار الأبناء في وجه تلك الوجبات الشعبية مطالبين بإعادة "اللحم الأحمر" من خلال "الهمبورجر" رغم محاولاتي المستميتة للدفاع عن مأكولاتنا الشعبية مستشهدا بكلام الوزير ومستهزئا بكلام "أبوغانم" التحريضي المقيت إلا أني هزمت في ظل مطالباتهم المستميتة وشعاراتهم المناهضة ل"الجريش والقرصان" والمنادية بالحريات "البطنية" العظيمة مرددين : "الشعب يريد لحوم الأغنام" .!! "قفله" : رب كلمة قالت لصاحبها "دعني" ..