لغة التشفي غادر الامير سلطان بن فهد منصبه كرئيس عام لرعاية الشباب , غادر سموه هذا المنصب بعد ان امضى قرابة العقدين قدم فيها كل ما لديه من عطاء وفكر ووقت, واعطى عصاره جهده لخدمة الشباب والرياضه السعوديه, واعتقد من اللياقة واللباقة التي عرفنا بها كسعوديين ان نشكر سموه على ما قدمه اولا, وان نتمنى ثانيا لسموه كل التوفيق والسعاده في القادم من حياته, وان نقفل بابا ارى البعض يفتحه بكل سفاقه, باب تفوح منه رائحه التشفي لقرار اعفاء سموه وهذا ليس من صفات الاخيار, ولا الصحيح من الناس, غادر سموه ويجب ان نرفع له التحيه والاحترام والتقدير على ما قدم, رغم اننا اختلفنا مع سموه في امور كثيره واتفقنا في امور معينه وهذا حال الدنيا لكنها صفحة وانتهت, صفحه لم تكن مليئة بالمئاسي ومكتضه بالفشل بل كان فيها نجاحات في مناسبات واعتراها اخفاقات في مناسبات اخرى, والخلاصه اننا نعترف اننا لم نكن راضين عن المرحله الماضية في المجمل, بيد انه اذا كان هناك فكر يحترم ورأي يقدر وصوت يفترض ان يعلو في هذه اللحظه فهو صوت المستقبل وملامح المرحله القادمه, وبدلا من بذل الجهد في الحديث عن الماضي فالأولى ان نكتنزه للمستقبل وان نشعل الضوء الاخضر للقول والعمل. استلم سمو الامير نواف بن فيصل بن فهد مهاما الرئاسة العامة لرعاية الشباب فيجب ان يجد سموه كل دعم ومؤازرة من جميع اقطاب الوسط الرياضي السعودي انديه جمهور اعلام , فتره قادمه لا شك انها تئن بالتحديات ومثقله بالمتطلبات اذا تعاملنا معها باسلوب التنظير هذا صح وهذا خطأ فسنجد انفسنا للخلف در, مرحله قادمه يحتاج فيها نواف بن فيصل الى آراء سديده خاليه من الألوان والى وقفه صادقه لان اليد الواحده لن تصفق , الهم الكبير والحمل الثقيل الذي يحمله نواف بن فيصل يجبب ان نحمله جميعا معه ويجب اذا كنا شبابا ورياضيين نحترم انفسنا ونقدر وطننا ان يقدم الواحد منا ما يملك من جهد وعمل كل في مجاله وفي موقعه , مرحله قادمه لا تحتاج الى كلام وسفسطه وتنظير عبر الفضائيات والصحف والاماكن العامة والخاصة والمنتديات الالكترونيه , مرحله قادمه سيحمل فيها نواف بن فيصل الهم على كاهله ولكن يجب ان نحمله معه نرمي فيها الالوان التي سادت في الفتره الماضيه وابادت الكثير من مكتسباتنا ونقبل على مستقبل لن يشرق الا بتكاتفنا ولن يضيء إلا بوقفتنا الصادقه مع انفسنا اولا ومع مسئولي الرياضه ثانيا, مستقبل نعيش فيه التحدي ليس مع انفسنا فقط بل ومع جيراننا الذين خطوا خطوات ليست بالهينة واصبحوا يقارعوننا بعد ان كانوا يحلمون بالمشاركه معنا والتواجد في محيطنا, لا نحسد الاخرين على منجزاتهم بل نتمنى لهم ولغيرهم التوفيق لكن نتحدث عن وطن بقيمة ومكانه المملكة العربية السعودية اسمها يغني عن الحديث عنها , وطن يجب ان يكون في المقدمه دائما ليس من باب الاماني بل هو الواقع الذي يجب ان يسطع والحال الذي يجب ان يكون, وطن في المقدمه من حيث الحضور وفي المقدمه من حيث الانجاز وفي المقدمه من حيث التميز والابداع في المقدمه عملا واستحقاقا , واذا كان التاريخ يقف معنا فانه يقف معنا في كلمات سجلاته ولن تخرج الكلمات من اسطرها لتشارك عنا بل يجب ان نعيد ترتيب أوراقنا وان نعيد صياغة موقفنا وادائنا وحضورنا بالاستعداد والتخطيط والعمل, والعمل وحده لا يكفي بل بالعمل الجاد والمثابر لنحصد النتائج, ليس بالضرورة غدا فأمامنا عمل طويل بل سنصبر وننتظر بزوغ الفجر, وطالما هناك عمل فهناك امل, واذا تحدت الظروف عزيمة الشاب السعودي فهي معركة محسومه امام قوة وبأس وابداع هذا الشباب الذي أثبته في مواطن سابقه كثيره, فقط هيئ لهذا الشباب الظروف والمكان والامكانيات المناسبه واترك له كتابه التاريخ من جديد بالشكل الذي يريد وبالخط الذي يريد والكيفية التي يريد والزمان والمكان الذي يريد. وختاما اذا غاب سيد فكلنا سيد لكن ليس بالحكم والأشعار والأغاني والهتافات والشعارات التي صدحت وتشبعت بها المجالس ووسائل الاعلام بل بالعمل والعمل والعمل والوقفه الصادقه مع نواف بن فيصل الذي ان وجد هذه الوقفه فلن يتوان في كتابة قصيدة إبداع وتميز وحضور جديد يطرزه الشباب السعودي في كتاب الرياضه العالمية في شتى المجالات. حمدان الحمدان مذيع القناة الرياضية [email protected]