الطبقة الوسطى وخطورة التأكل الملاحظ أن وتيرة الحياة تتصاعد ومستلزمات المعيشة المعاصرة تتعاظم وتتنوع. بكل مكوناتها وانواعها ولم يعد هناك سمات مظهرية خاصة بفئة دون اخرى فعموم المجتمع تقريبا متماثل في الغالب وربما يكون وضع الأسر ممن لديهم اطفال بنين وبنات وفي مراحل تعليمية مختلفة اكثر ضغطا على مصروفاتهم.. ومن هذا المنطلق وفي ظل عدم حصول زيادة في المرتبات وفي خضم زيادات متصاعدة ومستمرة في اسعار السلع والخدمات مما يرهق كاهل رب الاسرة الذي يعتبر هو غالبا العائل لافراد الاسرة، بل وحتى ممن تساندهم زوجاتهم الموظفات في الاسهام بمرتباتهن. يبقى هناك فجوة كبيرة لدى البعض، وهذه الفجة ادت بالكثير الى الاقتراض من البنوك وقل ما تجد من سلم من هذه القروض طبعا نقصد من كانت قروضهم لامور اساسية وكمالية في حياتهم . لذلك وتيرة الغلاء اثرت على مداخيل الاسر في مكوناتها الاساسية واوقعت الكثير في هموم وغموم ومعاناة ومنهم من يكاد يهبط الى مستوى اقل بسبب تلك الضغوطات المادية والتي كثير منها كانت سابقا وقبل اكثر من عشرين عاما تعد من الاشياء الغير ضرورية ولكن في الوقت الحالي اصبحت من الضروريات.. الخطورة هي اذا تضاعفت موجات الغلا ونمى الغش والاختلاس والتدليس والرشاوي وكل ذلك غير مبرر طبعا لان الانسان النقي النزية يبقى صامداً ويسأل ربه الفرج عبر منافذ الرزق الحلال..ولكن يبقى هناك فوارق بين ايمانيات البشر ومستوى قدراتهم في الصمود امام الاغراءات التي تحصل لهم لاسيما من تكون معاناته كبيرة ومستمرة ولا يرى لها حل في الافق.. لذلك ارى انه من الضروري ان تعمق الدراسات البحثية لمثل هذه الظواهر لمعرفة مدى تأثيرها على بنية المجتمع ولكي يتم ايجاد الناجعه التي تكفل الأمن الاجتماعي والاقتصادي للمجتمع. والله الموفق سليمان المشاري كاتب سعودي [email protected]