المملكة.. ومستقبل الطاقة الشمسية مشاريع الطاقة البديلة... لماذا لا تزال غائبة عن بلدنا حتى الآن؟.. تعاطي رسمي خجول جداً مع مصادر الطاقة النظيفة سطوع الشمس يوقظ الطاقة البديلة من كمونها .. وبريقها يلامس الجدوى الاقتصادية والتنمية البشرية كثيرة هي الأسباب التي تجعلنا نزحف باتجاه البحث والاستثمار في الطاقات البديلة، نشغّل بها مصانعنا وسياراتنا وطائراتنا وكهرباء منازلنا، التي أصبحت جزءا لا يتجزأ من حياتنا. وحريّ بنا في المملكة التي حباها الله، ليس فقط طاقة شمسية دائمة وعلى مدار العام، وإنما فترات تسخين دائمة أيضا، أن نستفيد من هذه الطاقة الكونية، خصوصا في ظل مخاوف العالم من النقص في الطاقات التقليدية (نفط، غاز، وفحم)، التي من المتوقع نضوب هذه الطاقات المستخرجة من الأرض، خلال عشرات السنين ليس إلا، يقابل كل ذلك مزيدا من استهلاك الطاقات المتواجدة حاليا بنسبة الضعف نظرا لارتفاع أعداد السكان عاما بعد عام. ولم يتردد منتدى جدة الاقتصادي الذي ودعناه قبل أسابيع قليلة، من طرح موضوع البحث عن إيجاد نظم أكثر فعالية لإنتاج وتوزيع الطاقة البديلة، والاستفادة من طاقتي الشمس والرياح (السليمتين على مستوى التلوث البيئي)، بالإضافة طبعا إلى الطاقة النووية التي ما تزال حكرا على بلداننا العربية بشكل عام. ولتحقيق ذلك لا بد من البدء في وضع مشاريع الطاقات البديلة موضع التنفيذ، خصوصا وأن التقنيات العصرية جعلتها قابلة للاستخدام العملي والتطبيقي، كما أن جميع الأبحاث تؤكد على ضرورتها، إن لم يكن حاليا، فعلى الأقل بالنسبة للأجيال المقبلة. وتمتاز الطاقات البديلة وتحديدا (الشمس، والرياح)، بميزات عدة أبرزها أنها صديقة للبيئة، فهي لا تحدث ضجيجا ولا تعبث بالهواء النقي، وتحافظ على الطاقات التقليدية المحدودة المستخرجة من باطن الأرض، كما أنها تجمع وتفصل بسهولة لتناسب أية متطلبات وهي صالحة لمجال كبير من التطبيقات وتشكل حلاً فريداً للمناطق البعيدة وسهلة وسريعة الإحداث، طبعا هذا بالإضافة إلى جدواها الاقتصادية، إذ أن كلفة تشغيلها وصيانتها قليلة، ولا تعتمد على سوق النفط العالمية، وتتمتع بموثوقية عالية. وإذا ما تحدثنا عن الطاقة الشمسية في وطننا المترامي الأطراف، فإنها تأتي في مقدمة الطاقات البديلة التي يمكننا الاستفادة منها، إذ لا يوجد يوم في السنة لا تسطع فيه الشمس بقوة، وهذا يعني أن السعودية غنية بهذه الطاقة ويمكن أن تشكل مصدرا استراتيجيا للطاقة في المستقبل، إذا ما تم استثمارها بشكل جيد، لا سيما وأنه بعد إنشاء محطات التوليد ووضع المعدات اللازمة لها، تصبح الكلفة مجانية، فالشمس طاقة متجددة على مدار العام. وهذه العملية حققت نجاحات كبيرة في العديد من الدول، وبدأت دول المنطقة في البحث عنها، إذ أن جارتنا الكويت أعلنت عن طرح مناقصة دولية لبناء محطة للطاقة الشمسية هذا العام، بهدف توفير نحو 5 % من إمدادات الكهرباء. وهذه الطاقة المجانية متوفرة للجميع وبشكل مجاني، ما يستدعي استخدام هذه الطاقة وبشكل مرادف في عمليات تسخين الماء وتجفيف المحاصيل الزراعية وتقطير مياه البحر وتدفئة المنازل، أو حتى تبريدها. لم يعد أحد يتحدث عن أهمية استثمار الطاقة البديلة في المملكة، لكن الحديث الآن يكمن عن كيفية وضع هذا الاستثمار موضع التنفيذ، والدخول عبر بوابته إلى العالم المتقدم أو العالم الأول. ونود أن نشير هنا إلى أن تسونامي كان نتيجة لارتفاع حرارة الأرض. لا يزال بلدنا متأخراً جداً عن كثير من دول العالم في مسألة استثمار موقعه الجغرافي المميز الذي يمكن أن يوفر له استفادة مثلى من قدرات الطاقات البديلة المتوافرة مجاناً في الطبيعة كالشمس والهواء. وحتى الآن لم ننخرط بقوة في عالم الطاقات البديلة حيث أن العالم كله الذي بات يعاني من نقص في الطاقات التقليدية التي كان لها تأثيرات سلبية على المناخ والبيئة، انتهى من البحث النظري في مسألة الطاقات البديلة واستخلص ضرورة الاستفادة منها، وبدأ ينفذ مشاريع تنموية هائلة تكرس سعيه للاعتماد على مصادر طاقة نظيفة كالشمس والهواء.. ويعد المهتمون بمسائل الطاقة أن المملكة تحتفظ برصيد ضخم من الطاقة الشمسية لوقوعها فيما يسمى (حزام الشمس)، ما يجعلها مؤهلة لأن تكون أكثر مناطق العالم إنتاجية للطاقة الشمسية، بسام أخضر