عفواً عزيزي المسؤول: أرواح البشر ليست رخيصة جدة تلك الحبيبة التي نستأنس برطوبتها وحرها و نفضلها عن غيرها من المدن السياحية لموقعها الفريد والذي يميزها عن غيرها من المدن في مملكتي الحبيبة كانت كغيرها من المناطق والمحافظات تحظى بالدعم اللامحدود من لدن حكومتنا الرشيدة بل أن ميزانيتها تزيد عن ميزانيات دول متقدمة و نامية حل ما حل بها من دمار بسبب سيل الأربعاء الأسود ولا أعلم سبب تسميته بالأسود سوى إننا جميعاً فجعنا بسبب ما شاهدناه من مآسي ومواقف تمنينا أن لا نراها - فلا أراكم الله مكروهاً -عائلات فقدت وأبناء تيتموا ونساء ترملن ومنازل تهدمت وشوارع كأنها لم تنشئ أو كان لها وجود والسبب كما ذكروا سيل الأربعاء الأسود فكلاً فسر ذلك اليوم بحسب الموقف فأنا أقول أتت تلك الوجوه المسودة تبرر موقفها بالعشوائية مرة ، والبناء في بطون الأودية مرة أخرى ، ولا زالت المبررات تشق طريقها للخلاص والتنصل من المسؤولية ولا يعلمون إنهم سيقفون أمام إمام عادل في الدنيا ليحاسبهم عن تلك الميزانيات التي صرفت لراحة المواطن والمقيم والزائر وكأن لم يكن لها أثر وفي الآخرة أمام مالك الملك الذي سيحاسبه عن كل روح أزهقت فهذه قدرة القادر جل . ظهر لنا بعد هذه الحادثة وتصريف المجاري والسيول أمر لم نكن نعلم عنه مسبقاً في يوم من الأيام على الرغم من التقدم الذي تشهده مملكتي الحبيبة أن هناك سد ترابي !! وكأننا نعيش في العصر الحجري !! سد ترابي تذكرت تلك السدود الشاهقة التي بنيت في عصور قديمة والبعض منها في دول فقيرة كانت حينها على الطرق البدائية نرجع لبحيرتنا الترابية المسماه بالمسك وهي خاصة بمياه المجاري !! لو علم عنها كبار تجار المسك أن هناك بحيرة للمجاري باسم المسك لرفعوا قضية لتغيير مسماها ، عموماً الموقف والمقام ليس بصدد هذا الاسم بقدر ما يهمني أن يستفيد المسؤولين في بقية المناطق والمحافظات والمراكز مما حل بجدة لأخذ الحيطة والحذر وتصحيح الوضع أن كان هناك خلل فأرواح البشر ليست برخيصة ودعوة لتذكر ما قاله خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - في بيانه الشجاع الذي كان بمثابة البلسم الشافي لأهل وأسر المتوفين وكآفة المصابين والمتضررين وكذلك تذكيراً للمسؤولين باستشعار عظم الأمانة لأنه سيتم محاسبة كل مقصر ومتهاون في أداء عمله كلاً بما يخصه ونحن بانتظار نتائج اللجنة العليا المكلفة والتي نتمنى منها أن تكون النتيجة والعقاب في آن واحد عاجلاً غير آجل لنردع كل خائن بالأمانة التي كلف بها وليكون عبرة وعظة . بقلم التربوي والإعلامي : علي محمد العويفي [email protected]