كالحمار يحمل أسفارا نقل أحدهم من موقع انترنت خبرا بحسن نية ، وأخذه الآخر منه بحسن نية ، ليتداول بين أروقة المنتديات بمختلف النوايا ، فمنهم من ينقله دون وعي ٍ ومنهم من ينقله بسوء نية ومنهم لا هذه ولا تلك بل لزيادة غلة مشاركاته ، والمصيبة أن يأتي من ينقل من هذه المنتديات أخبارا يجزم بأنها حقيقة دون التثبت ومعرفة أصل ذلك الخبر والتأكد من حقيقته من عدمها . عندما أراد اللوبي الصهيوني السيطرة على العالم وضع نصب عينيه جبهة عظيمة لا تقل قدرا عن الأسلحة النووية للتأثير وتغيير مسار حياة البشرية ، وكانت تلك الجبهة ضمن جبهات أخرى استطاع اللوبي اليهودي السيطرة عليها بكل احتراف وتفاني لخدمة هدفهم المنشود والصول بكل احترافية وإتقان لأهدافهم ، تلك الجبهة هي جبهة \" الإعلام \" . أكاد أجزم أننا لازلنا نائمين ولا نعي حقيقة تأثير الإعلام على عقول البشرية ، فلا نزال بعيدين عن استغلال هذا المورد العظيم في استنهاض الأمة واستغلال شبابها والاستفادة من قدراتهم بعيدا عن قال ويقولون بل بحقائق مثبته وموثقه ومراجع علمية تفضي بالجميع لمعرفة الحق من الباطل . أحدهم كتب أنه تم افتتاح أكاديمية لقيادة المرأة للسيارة في مدينة جدة تمهيدا للشروع في قيادة المرأة السعودية ، وعندما بحثت في الانترنت عن الخبر لم أجد له أصلا ولا أساسا ، بل مجرد إشاعة تم تناقلها عبر المنتديات فقام بنقلها دون التوثق من مصدرها وهل هي حقيقة أم مجرد \"هرج ومرج \" . ما يجعلنا دائما نتقوقع في الأخير دون التقدم للأمام هو تلك الدرجة من \"الإتكاليه\" التي وصلنا إليها حتى في مصادر معلوماتنا ، فأصبحت مصادرنا قال ويقول ، وسمعت من فلان وعلان ، وتركنا الكتب والمراجع والمصادر والموارد الحقيقية للمعلومة ، قد يكون هذا نتاج ما تعلمنا أو نتاج ما عُلمنا أو هي مرحلة انتقالية سنصل من خلالها للتوثيق والعلم والاكتشاف والتطوير ، ومن يدري ! لكن المصيبة العظمى أن يأتي كتاب ومراسلون ليضللوا المتلقي لأهداف وميول معينة ، أو لمجرد لفت الأنظار إليه دون مراعاة مسئولية الكلمة والخوف من الله ، مستمرين بذلك في تمزيق أشلاء الأمة وتفريقها إلى دويلات وجماعات تحقيقا لأهداف بروتوكولات أبناء صهيون دون تقصّد بل بحسن نية أو دعونا نسميها سذاجة ، فهو \"كالحمار يحمل أسفارا \" فلا يعي ما ينقل أو كتب والمهم هو أن يتردد اسمه هنا وهناك مجلجلا بما يكتبه وينقله من \" حقائق واهية \" دون الخوف من الله . متى سنعي أن الإعلام سلاح عظيم لو أجدنا استخدامه لقارعنا بني صهيون ولربما سلبناه من تحت أقدامهم تمهيدا لرجوع الأقصى المبارك . صالح بن فارس [email protected]