\"حاميها حراميها\" كل عام وأنتم ووطننا بخير نقولها بكل صفاء الشعب السعودي ونقائه وتفانيه لخدمة دينه ومليكه ووطنه . جاء العيد هذه السنة على غرار الأعياد السابقة ولكن بنكهة \"بارودية\" مركزة أكثر من ذي قبل ، فكل ماهو ممنوع تجده بكل بساطة لدينا متوفر وبمباركة من الوزارات المعنية ودعم \"لوجستي\" من كبار ممثليها ، ويكفي الزائر لهذه البلاد أن يأخذ انطباعا جيدا حول هذا الأمر بمجرد أن يصل لمطاراتنا الموقرة ويقرأ تلك اللوحة الكبيرة ذات الخط الأحمر العريض \"ممنوع التدخين\" ليجد رجل الشرطة أو المواطن أو حتى المقيم قرب تلك اللوحة مشعلا سيجارته مستمتعا \"بابتسامة الرضا\" ، لذا فإن بلدا تغيّب فيه قراراتها بهذا الشكل لا عجب أن يأتي منه محسوبين حكوميين يباركوا كل ممنوع في هذه البلد وبعقود حكومية رسميه وبتصريحات وتفاخر بالأمر رامين بأوامر البلد عرض الحائط . لن أتطرق عن ما تسببه تلك \"المفرقعات\" أو ما تسمى بالعاميه \"الطراطيع\" من أضرار بالصحة والمال ، فكلنا يعلم ضررها ، لكني سأتطرق لكيفية دخولها لهذا البلد المبارك وكيف أنها تحمل كميات كبيرة من البارود والذي قد يخدم تلك الفئة الضالة لتحقيق أهدافها بكل أريحية وبعيدا عن الشبهات ، والعجيب أنها بكميات كبيرة جدا فتجدها في الكورنيش والمنتزهات العامة والحدائق والمحلات التجارية والمستودعات وفي كل جحر بشكل يجعلك تشكك في الأمر أهو ممنوع أم مسموح ؟! الأعجب من هذا وذاك أن يأتي محسوبين على الدولة ليوقّعوا عقودا حكومية بملايين الريالات مع ألائك الموزعين لتلك \"المفرقعات\" ليحيوا لهم ليلة \"بارودية\" من ليالي العيد ، ولكم أحبتي الكرام أن تتمعنوا في مثل هذه العقود \"المباركة\" كيف ضربت بقرارات الدولة عرض الحائط ، وكيف أعانت هؤلاء المخالفين ولن أقول المهربين فلعلها دخلت إليهم بعقود شرعية مشابهة !! وكيف أعطت هؤلاء المخالفين من أموال الدولة وباركت انتشار أعمالهم الممنوعة ، ناهيك عن كونها تبذيرا في الأساس ولو أعطت لبناء مساكن خيرية أو مساجد أو أعطيت لفقراء أو مرضى المناطق لكان خيرا وأعظم أجرا ، { ولكنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور} . أعي تماما أنه عيد ومن حقنا أن نفرح ونقيم مهرجانات في جميع مناطقنا ، ولكن ليس على حساب قراراتنا ، فلو تم التعاقد مع شركات راعية لمهرجانات ومسابقات لباركنا ذلك ، لكن أن تأتي تلك العقود مع موزعين \"طراطيع\" فهذا والله قمة الاستهتار في الوطن وقراراته بل هو التواطؤ بعينه ضد أمن البلد واستقراره ، فكيف تمنع الدولة تلك المفرقعات ويأتي من يخونها وبعقود رسمية وبإعلان رسمي وشكر رسمي لصاحب \"الطراطيع\" المبجل مع سبق الإصرار والتعمّد ، ولكن مثل ألائك المحسوبين على جهاتنا الحكومية ومن هم على شاكلتهم لعلهم يطبقون المثل الشعبي العظيم \" امسك لي واقطع لك \" فيستغلون السلطة بكل أسف أسوأ استغلال ولا حول ولا قوة إلا بالله . العيد هو فرحة ومحبة وإخاء وود لا بارودا مسموما يتفجر في جسد الوطن ويمزق أشلاء قراراته ، كما أن إنشاء حدائق عامة ونوادي رياضية وما فيه الصالح العام لشباب الوطن لا أظنه مهما لدى ألائك المحسوبين بقدر أهمية تلك \"الطراطيع\" في تنمية جيوبهم وأموالهم حفظهم الله انطلاقا من مبدأ \"حاميها حراميها\" وتماشيا مع داء \"أنا ومن ورائي الطوفان\" بكل أسف . انطفاء : كل عام ونحن وقياداتنا ووطننا بخير صالح بن فارس