معدلات استهلاك السعودي يقول التقرير الإخباري الصادر ليلة العيد الفائت إن السعوديين ينفقون في العام الواحد مليار (دولار) قيمة لأشمغتهم التي قدرها ذلك التقرير، وفقط في ليلة العيد بستة عشر بليون شماغ من جملة ما يشترون طيلة العام التي قدرتها التقارير نفسها بخمسين مليون قطعة في العام بأكمله. وأنا اليوم في حلِّ كامل من تحمل دقة الأرقام حول معدلات استهلاك السعوديين لأغراضهم الحياتية ذاك أنني لم أقرأ في حياتي عن أرقامنا السعودية رقمين متشابهين أو حتى متقاربين حول ذات السلعة. حتى بطلنا السعودي في سباق الميل يسجل في العام الواحد عشرة أرقام متباعدة جدا عن بعضها البعض لأنه لا يجري على وتيرة واحدة. جمعت لكم من قبل أن السعوديين يصرفون في العام الواحد خمسة مليارات على العطور منها مليار ونصفه على عطور الرجل ورغم أن حاسة الشم لدي ما زالت حتى اللحظة هي أزكى الحواس فسأعطي شهادتي على العصر بأنني نادر جدا جدا جدا ما شممت سعوديا برائحة عطرية وأبدأ المجموع بنفسي فأين ذهبت هذه الملايين، بالمقاربة مع المفارقة الأخرى التي سمعتها ذات يوم على قناة (MBC) من أن نصف السعوديين من الذكور المتزوجين لا ينامون مع زوجاتهم على ذات السرير بل يفضلون النوم في الغرفة المجاورة. هذا وهم للعلم يصرفون مليارا ونصف المليار على العطور. ذات الأرقام تشير إلى أن السعوديين يصرفون 800 مليون ريال على أخشاب العودة، وهي للعلم، أكثر السلع تقبلا للغش والاحتيال، ولا أدل من ذلك إلا الجملة الإعلانية الشهيرة التي قادها أحد بيوت تجارة العود قبل سنوات وكان فيها يعلن أن ثلثي هذه الكمية في السوق مجرد أخشاب مدهونة. هذا يعني أن السعودي يصرف 600 مليون ريال في العام الواحد على فتات أخشاب المنجرة المدهونة بالزيت والخلطة. يصرف السعودي بحسب التقرير مئة مليون على اللبان وهو (مضغ) ينتهي على الأرصفة فيما تذكر الحقائق أن دولة مثل (سنغافورة) تحصد في العام الواحد 25 مليون دولار من ضرائب القسائم على مخالفات رمي اللبان في الشوارع. وفي المعدل الوسطي لحجم السكان، يأتي السعودي، ولله الحمد، على رأس القائمة الكونية في معدلات استهلاك الشاي والقهوة وحتى (الجراك)، وهذا كله محمود كي (يعدل المزاج) ولكن المحمود الأهم أن السعودي نفسه يأتي على رأس القائمة العالمية في معدل استهلاك حبوب (الفياجرا) الفحولية بمئة وخمسين مليونا في العام الواحد، وبالطبع لأن رائحته زكية نفاذة بحسب الأرقام بعاليه. سؤالي كيف يقرأ الفقراء بيننا هذه المليارات والملايين ثم ألا يتساءلون: أين نحن نعيش؟ علي سعد الموسى