الغثائيات أصبحت المحطات الغثائية (الفضائية) حملا ثقيلا على كل من لديه حسا وفكرا إنسانيا وتعذيبا غير مسبوق لكل ضمير واعي وصادق مع واقعه وكل ما هو حوله, فلقد أتحفنا القائمون عليها بكل ما هو سطحي وساذج وعميق في الغباء الإنساني ومتأصل في الضياع الفكري , فمن يملك الحق في الصد عن عقولنا و إنسانيتنا من كل هذا العبث! هل تقع هنا المسؤولية على المجتمع لحمل دفة التغير وما هي آلياته ومن أين تكون بدايته , أم إن التغير في الجهات القائمة على تلك الغثائيات وكيف يكون التغير وبعض هذه الجهات لا تفقه شيئا إلا جمع وتكديس المال والتجارة الحرة و نشر الرذيلة بين المجتمع لكي لا ينكر عاقلاً منكراً ولا يقطب صاحب دين جبيناً كل مايسعون من اجله هو كسب المال ولو على قبور كرامة البشر و تشرد اجيالهم , ان الفرق بينهم وبين تاجر المخدرات والدعارة إن الأخير لم يكن واسع الحيلة والعلاقات الاجتماعية النافذة لكن أصحاب هذه القنابل الفضائية هم نخاس بألقاب وشهادات ومناصب وعلاقات نافذة . المعضلة إن هذه الغثائيات تزداد انتشارا يوما بعد يوم وخاصة بين النشء الجديد الذي تشبع بسذاجة ما يعرض و خباثة ما يقال فظهر لنا جيل يتكلم بما لا يدرك عظيم خطره وسوء عاقبته , وحتى الأعمال المحلية أصبحت مسوخ مشوهة لا تحمل فكرنا ولا حتى إي فكر إنساني وانبرى لتمثيل واقعنا اشخاص سقطوا من واقعهم فأنقذتهم هذه الغثائيات وجعلت لهم وزنا لم يحلموا به يوما , بكل حزن وآسى إن كلمة (نخاسة) هي أفضل وانسب ما نصف به ذلك وبتجرد كامل . علينا أن ندرك المصيبة قبل أن تدركنا ونحفظ ما بقي لنا من إنسانية قبل أن نصبح قرود تجارب لمصالح الغير كل أم و أب لديه حمل عظيم قد يصعب عليه لكنه حامله لا محالة لا تكن معول هدم وتكسر لكن حاول أن تصلح فان لم تستطيع فاتركه لغيره و أبدا أنت عملك الخاص ونتاجك الفريد لا تكون متسلط بل كن متفهم مقنع. تستطيع منع احد أبنائك مشاهدة غثائية ما بالقوة لكنك بالتأكيد تستطيع منعه مشاهدة كل غثائية بالإقناع والحكمة والنقاش الذي نفقده في كل محاور حياتنا شرايف النعماني