أربطوا الأحزمة في الأسبوع الماضي ، أجريت مسابقة خفيفة لزملائي في العمل ، سألتهم سؤالين : ماهي أسباب الأزمة الإقتصادية العالمية الحالية ؟ وماهي أفضل الحلول للخروج منها ؟ ووعدت من يقدم أفضل إجابة ، بهدية قيمة تخزي العين إستلمت الإجابات .. وكانت كلها صحيحة .. وكلها خاطأة (من وجهة نظري) !! وقعت في حيرة من أمري ... من يستحق الجائزة ؟ زيدٌ أم عمرُ أم سلمى .... وفكرت أن تحجب الجائزة ... فبادرني أحدهم قائلاً ، وهل تستحقها أنت ؟ قلت نعم .... قال إذاً ماهي إجابتك على السؤال (يا فالح) ؟ حينها وقعت في الفح ،، فأنا أرى أن الأزمة الإقتصادية العالمية لعبة مفتعلة .. عملها الكبار .. فوقع فيها الجميع بمن فيهم الكبار أنفسهم ، كمن يمشي ويرى أمامه حفرة ... ويكمل مسيره حتى يقع فيها !! لم يبقى أي محلل أو خبير إقتصادي إلا وتحدث عن هذا الموضوع ، ورأيي المتواضع لن يزود أو يقلل في سلة الآراء والحلول، >> إن ما يهمنا كمواطنين عاديين .. على سنتأثر نحن بهذه الأزمة ؟ الإجابة نعم .. ولا !! (نعم) لأن العالم كما يقولون (ديرة) صغيرة .. وإذا طاح دعيجان في أطراف تلك الديرة .. تأثر (لطيحته) فليحان وحميدان وباقي العربان ... و(لا) لأننا نستطيع أن نحد ونقلل من ذلك التأثر ، بقليل من الحكمة ، وليس علينا مناطحة الجبال.. >> سؤال يتبادر إلى الذهن : ما علاقة إنخفاظ الدولار في (الهونولولو) بإنخفاظ عدد (الأرغفة) التي يشتريها الريال في (القنفذة) !! فالريال الذي نشتري به يومياً أربعة أرغفة من (العيش) حتى نعيش ... مرتبطاً بعملة نيكاراجوا .. نعم .. فإذا تتبعنا سلسلة عملات العالم نجدها جميعا مربوطة بسلسلة فولاذية تتحرك إنسيابياً كموجات البحر ، فتصعد بعض العملات وتنخفض البعض منها ... وهكذا .. الدولة الوحيدة التي لن تتأثر بتلك الأزمة .. هي الدولة التي لم تتعامل أبداً مع أي دولة أخرى في العالم بأي نوع من أنواع التجارة ، لا بيعاً ولا شراءاً ، ولا ديناً .. وهذه الدولة غير موجودة ( حالياً على الأقل ) .. وإذا قالوا: إن قيمة عملة بلد ما مربوطة بناتجها المحلي ، أو بقوة إقتصادها ، أقول: نعم ، ولكن من سيشتري ذلك الناتج ، ومع من سيتم تداول إقتصادها القوي خارج نطاق هذا العالم ؟ للأسف لم يتم التأكد بعد من وجود دول في المريخ أو زحل !! إن قانون القيمة الحالية والمستقبلية للنقود ، قانون قديم وصحيح وإعتمدت عليه جميع النظريات الإقتصادية منذ عهد الفراعنة.. أو قبله .. فقيمة أي عملة ورقية أو نقدية لا بد لها من التناقص مع مرور الزمن ، حتى في ظل وجود دورة إقتصاد طبيعية ، فما بالكم في الوضع الراهن ! هل تذكرون بكم كنا نشتري علبة البيبسي قبل عشرون عاماًً ؟ هل تذكرون الأربعة قروش الحديدية الثقيلة في وزنها وفي قيمتها ! >> يا عمي مالنا ومال كل هذا (الهرج) ،، أعطينا المفيد ،، (غير لوزين طبعاً) !! المفيد ، وحيث أننا لن نستطيع (التأثير) في هذه الأزمة ، حتى لو صرخنا (بالصوت الحياني) ، وإنما بالتأكيد سوف (تؤثِّر) هي فينا .... لذا .. علينا جميعاً (ربط الأحزمة) .. ليس في تحويش الدراهم أو تخزين الذهب فحسب .. بل في تجهيز أنفسنا وأبنائنا وتعويدهم على الإقتصاد والقناعة ، قد يصبح صندوق الطماطم بريالين ، وقد يرتفع ليصل إلى خمسين ريالاً .. كلها توقعات قابلة للتحقيق .. لذا علينا أن نعود أنفسنا جميعاً على إستهلاك ما نحتاجه فقط ، دون أي زيادة أو نقصان ، ولنشفق على سلات المهملات (أكرمكم الله) في بيوتنا والتي تحمل يومياً مالا تطيقه من أحمال .. ولمذا نبعد ، فنهج ديننا الحنيف وسنة حبيبنا المصطفى .. أكدت علينا بعدم الإسراف وأيضاً عدم التقتير .. وإنما القوام هو في (الإعتدال) ... وفقنا الله وإياكم لكل مافيه الخير،، ونجانا من الأزمات والمهالك ، سمير البحيصي كاتب إجتماعي إقتصادي [email protected]