آن لأبي حنيفة أن يمدّ قدميه الكثير منا يقرأ المقالات التي تنشر في الصحف الإلكترونية , وكذلك التعليقات على هذه المقالات , فيرى الفرق بين هؤلاء القراء . هناك من يقرأ المقال ويعلق عليه بهدف النقاش والنقد البناء لما يعرضه الكاتب من مشكلات في مجتمعه يريد أن يضع لها حلاً من خلال كتاباته . وهناك نوع آخر يقرأ المقال ويبدأ بالتعليق على شخصية الكاتب دون التعليق على المقال بل يسيء إلى كاتب المقال دون وجه حق . وهذا شيء غريب لاحظته من خلال تصفحي لكثير من الصحف الإلكترونية . (( فسبحان الله لولا اختلاف الأذواق لا بارت السلع )) وهذا النوع يذكرني بمقولة الإمام أبو حنيفة النعمان رضي الله عنه ((آن لأبي حنيفة أن يمدّ قدميه)) حيث يحكى أن الإمام أبو حنيفة النعمان، رضي الله عنه، كان يجلس في المسجد بين تلامذته في بغداد، يحدثهم عن أوقات الصّلاة، فد خل المسجد شيخ كبير السن، ويرتدي على رأسه عمامة كبيرة، فجلس بين التلاميذ. وكان الإمام يمدّ قدميه، لتخفيف آلام كان يشعر بها، ولم يكن هناك من حرج بين تلامذته حين يمد قدميه، فقد كان قد استأذن تلامذته من قبل. بمدّ قدميه أمامهم لتخفيف الألم عنهما. لكن حين جلس الشيخ الكبير، شعرَ الإمام بأنه يتوجّب عليه، واحتراما لهذا الشيخ، أن يطوي قدميه ولا يمدّهما، وكان قد وَصَلَ في درسه إلى وقت صلاة الصبح، فقال الإمام : وينتهي يا أبنائي وقت صلاة الصبح، حين طلوع الشمس، فإذا صلّى أحدكم الصبح بعد طلوع الشمس، فإن هذه الصلاة هي قضاء، وليست لوقته. وكان التلامذة يكتبون ما يقوله الإمام والشيخ الكبير (الضيف) ينظر إليهم. ثم تداخل الشيخ الكبير وسأل الإمام أبو حنيفة هذا السؤال ‘يا إمام، وإذا لم تطلع الشمس، فما حكم الصلاة ؟. فضحك الحضور جميعهم من هذا السؤال ، إلا الضيف والإمام الذي قال بعد السؤال ‘ آن لأبي حنيفة أن يمدّ قدميه . خالد الروقي