أوضح معالي رئيس المجلس الأعلى للقضاء الشيخ الدكتور صالح بن عبدالله بن حميد أن أمة الإسلام هي الأمة الوسط كما جاء في قول الله سبحانه : (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ ) , مفيداً أن المصطفى صلى الله عليه وسلم أمر بالتوسط في جميع الأمور وما خير بين أمرين إلا اختار أيسرهما ما لم يكن إثماً وقال عليه الصلاة والسلام كما في صحيح البخاري : ( إن الدين يسر ولن يشاد الدين أحدٌ إلا غلبه ) كما أمر بالاعتدال وسلوك مسلك السداد والمقاربة وحذر من كل اتجاه ينزع إلى الغلو في الدين أو يقود إلى التشدد والعسر وأنكر على من توجه نحو المبالغة في التعبد والتقشف كما في قصة الرهط الذين جاءوا إلى بيوت أزواجه عليه الصلاة والسلام يسألون عن عبادته فلما علم بخبرهم قام في أصحابه خطيباً قائلاً :( أما إني أخشاكم لله وأتقاكم له ولكني أصلي وأنام وأصوم وأفطر وأتزوج النساء فمن رغب عن سنتي فليس مني ) رواه البخاري ومسلم . وأكد معاليه في تصريح بمناسبة مؤتمر دور الجامعات العربية في تعزيز مبدأ الوسطية بين الشباب العربي حاجة الجيل في هذا الزمن الذي تعددت فيه وسائل الاتصال وكثرت فيه مصادر المعلومات إلى ترسيخ هذا المفهوم والتوعية بأهمية الوسطية في الحياة ودورها في البناء والاستقرار وانتظام المعاش , مشيراً إلى أن المؤتمر يشكل دوراً مهماً في بيان معنى الوسطية وترسيخ مفهومها وتعزيز مبدأها بين شباب العالم العربي والإسهام في بناء بيئة وسطية معتدلة ومعالجة الأسباب الدافعة لبعد الشباب العربي عن الوسطية سائلا الله عز وجل أن يحقق هذا المؤتمر أهدافه المنشودة وأن يبارك في جهود القائمين عليه وعلى رأسهم مدير جامعة طيبة الأستاذ الدكتور منصور بن محمد النزهة وأن يصلح شباب المسلمين ويجعلهم عدةً وذخراً لأمتهم وأن يهديهم الصراط المستقيم وأن يجنبهم مسالك الغلو والتشدد والتطرف وأن يوفق الجميع لكل خير . من جهته بين معالي الرئيس العام لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الشيخ عبد العزيز بن حميِّن الحميِّن أن الوسطية والاعتدال من أبرز مميزات ديننا الإسلامي وعناصر تفرده مفيداً أن عقيدة الإسلام وشريعته جاءت وسطاً بين الأديان ووازنت بين كل مكونات الحياة فالوسطية هي الرسالة السامية وهي المنهج الرباني لصلاح الأمم والشعوب وبها استقرار معاش الناس ونفوسهم وهي الميزان الفاصل بين الحق والباطل وبين الإفراط والتفريط والغلو والجفاء. وقال : المسلمون بدينهم وسط في توحيد الله وأسمائه وصفاته وسط في الإيمان برسله وكتبه وشرائع دينه وسط في الأمر والنهي والحلال والحرام في تناسق شرعه اللطيف الخبير يناسب كل البشر في كل الأحوال والأزمان , مؤكداً أن تعزيز الوسطية بين أفراد المجتمعات مطلب مهم للعيش الرغيد واستقرار الأمم والشعوب . وأشاد بمبادرة جامعة (طيبة) في تنظيم مؤتمر (دور الجامعات العربية في تعزيز مبدأ الوسطية) الذي يهدف إلى تأصيل وتعزيز مبدأ الوسطية علمياً وعملياً بين شباب العالم العربي مؤكدا معاليه أننا في هذه الأيام أحوج ما نكون إلى تعزيز المنهج الوسط في نفوسنا ونفوس أبنائنا ومجتمعنا بشكل عام؛ حتى ننعم بالعيش الكريم والراحة والطمأنينة وفق مبادئ شريعتنا الإسلامية وتحت ظل قيادتنا الرشيدة . وأوضح معالي أمين منطقة المدينةالمنورة المهندس عبدالعزيز بن عبدالرحمن الحصين أن الأمم وثقافاتها ومعارفها وسلوكياتها ما هي إلا نتاج منظومة متكاملة من التعليم والتربية والبيت تشارك فيها مؤسسات التعليم ومؤسسات المجتمع والقوى السياسية وأن انحراف فئة من الشباب تطرفاً وعنفاً وبغضاء ما هو إلا نتاج انحرافات في التربية التعليم ولذلك وضع الإسلام الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر سبب لخيرية هذه الأمة ( كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر) . وقال معاليه : لقد أحسنت جامعة طيبة بتبنيها مؤتمر دور الجامعات العربية في تعزيز مبدأ الوسطية بين الشباب العربي فهو موضوع يأتي في وقت أحوج ما نكون فيه إلى الوسطية وتأصيل هذا المنهج الرباني في المؤسسات التعليمية في الوطن العربي والعالم الإسلامي وبحث الوسائل مع شركاء صياغة الإنسان العربي في قوالب حديثة بتأصيل منهج الوسطية في الشباب مؤكدا بأن الخلل الذي يحدث في مؤسسات التربية والتعليم يحدث ضرراً بالغاً بالمجتمعات وتكون عواقبه وخيمة ويصبح من الصعب إصلاحه إلا بتكاليف باهظة الثمن من الدماء والأموال والأعراض سائلا الله أن يوفق القائمين على المؤتمر للوصول إلى توصيات عملية وناجحة للإسهام في حل ما يواجه الشباب العربي من مشكلات التطرف والضياع وأن يحفظ هذه البلاد وقادتها ذخراً للإسلام والمسلمين .