قرر الرئيس اليمني علي عبدالله صالح الاستماع إلى مواطنيه في مكتبه لمناقشة كل ما يتعلق بأمن واستقرار البلاد التي تشهد مظاهرات يومية تطالبه بالرحيل. وقال بيان رئاسي الاثنين إن الرئيس فتح مكتبه في دار الرئاسة لاستقبال المواطنين وأعضاء من مختلف الأحزاب والمنظمات من كافة محافظات اليمن للاستماع إلى آرائهم وقضاياهم. وأضاف أن قرار صالح يأتي في إطار العلاقة الحميمة والوثيقة (التي ظل الرئيس يحرص على إقامتها مع كافة فئات الشعب). وأعرب البيان الرئاسي عن أمله (في أن تخدم تلك الخطوة المصلحة الوطنية العليا، وتكفل تعزيز الاصطفاف الوطني الواسع إزاء كافة التحديات التي تواجه اليمن من قبل كل القوى التي لا تريد لليمن الاستقرار). وأشار إلى أنه سيتم خلال اللقاءات المباشرة مع الرئيس مناقشة كافة القضايا والمستجدات، والاستماع إلى مختلف الرؤى والأفكار (بما يخدم الوطن ويصون أمنه واستقراره ووحدته). إلى ذلك قام موظفون حكوميون في مدينة عدن بجنوب اليمن بإخراج رئيس إحدى المؤسسات الحكومية من مكتبه عنوة الاثنين بعد إضراب استمر يومين لإرغامه على الاستقالة، في وقت تظاهر فيه آلاف اليمنيين لليوم الرابع على التوالي، مطالبين بإصلاحات سياسية وبالإطاحة بالرئيس علي عبدالله صالح. وذكر موظفون أن عاملين في هيئة موانئ خليج عدن اقتحموا مكاتبها الإدارية وقاموا بإخراج رئيس مجلس إدارتها محمد بن عيفان وكبار الإداريين منها. وفي تطور آخر، ذكرت وكالة رويترز أن أنصارا للحكومة اليمنية مسلحين بزجاجات مكسورة وخناجر وحجارة طاردوا الآلاف من المتظاهرين المنادين بالإصلاح في العاصمة اليمنية صنعاء الاثنين، ليتحول الاحتجاج -الذي استلهم الثورة الشعبية المصرية- إلى عنف متزايد. وأدخلت الشرطة -التي كانت تحاول التفريق بين الجانبين- عدة آلاف من المحتجين الفارين إلى حرم جامعة صنعاء بالقرب من مكان احتشادهم. وهتف المحتجون المناهضون للحكومة مطالبين برحيل الرئيس اليمني علي عبدالله صالح الذي تولى الرئاسة قبل أكثر من 30 عاما. واكتسبت الاحتجاجات المناهضة للحكومة اليمنية قوة دفع في الأسابيع القليلة الماضية، وشارك فيها في بعض الأحيان عشرات الآلاف، لكن شابها العنف بشكل متزايد منذ يوم الجمعة، مع اندلاع اشتباكات بين المحتجين وقوات الشرطة أو مجموعات موالية للحكومة. ودفع الخوف من تنامي الاضطرابات الرئيس صالح إلى تقديم تنازلات كبيرة، من بينها تعهده بعدم الترشح لفترة رئاسة أخرى بعد انتهاء فترته الحالية عام 2013، ودعوته لإجراء حوار مع المعارضة.