عندما حمل أندرياس إيفانشيتز شارة القائد لمنتخب النمسا أصبح أصغر كابتن في تاريخ البلاد بعمر 19 سنة، واليوم وبعد 5 سنوات يحمل لاعب الوسط عبء انتشال بلاده من احتمال خروج مبكر من الدور الأول لكأس أوروبا 2008 التي تستضيفها بلاده مشاركة مع سويسرا. لا يحظى إيفانشيتز الكرواتي الجذور باهتمام إعلامي في النمسا على غرار زميله أليكس مانينغر حارس مرمى سيينا الإيطالي وآرسنال الإنجليزي سابقاً، فهو يلعب منذ 2006 في الدوري اليوناني مع نادي باناثينايكوس غير أن لاعب الوسط يعتبر المفتاح الرئيس في تشكيلة المدرب جوزف هيكرسبرغر. يتمتع "بيكهام النمسا" بتقنيات عالية ورؤيا في اللعب وقدرة هائلة على التحكم بقدمه اليسرى ولقب"بيكهام النمسا" نظراً لتمريراته الصائبة رغم أنه ينفذها بقدمه اليسرى، وهو ما دفع المدرب السابق للنمسا هانز كرانكل أن يزج به وهو يافع ويسلمه قيادة المنتخب. لم يخيب اللاعب الشاب الآمال وسجل هدفاً في مباراته الأولى قائداً 2-3 أمام تشيكيا، وارتفعت مشاركاته إلى 37 مباراة دولية وبرصيده 6 أهداف بينها هدف الافتتاح أمام هولندا ودياً والتي خسرتها ال"ناسيونال تيم" 3-4. بزغ نجم إيفانشيتز سريعاً، فاستهل احترافه مع نادي رابيد فيينا وأحرز معه لقب الدوري وتأهل إلى دوري أبطال أوروبا 2005 بإشراف مدربه الحالي هيكرسبرغر مسجلاً 27 هدفا في 177 مباراة لرابيد ما أهله أن يحرز جائزة أفضل لاعب في النمسا عام 2003. لم يستطع ايفانشيتز رفض عرض نادي رد بول سالزبورغ (مدينته الأم) فانضم اليه مقابل 4 ملايين يورو عام 2006 ليتهمه جمهور رابيد بالخائن، ويتحول من بطل إلى عدو. لم يتأقلم إيفانشيتز في سالزبورغ فإعارة المدرب الإيطالي جوفاني تراباتوني إلى باناثينايكوس اليوناني حيث وجد هويته وأضحى لاعبا أساسياً يتكل عليه. لم يحزن سالزبورغ لتخليه عن قائد الوسط، فهو يتمسك الآن بعقد اللاعب وأعلن أنه لن يتخلى عنه كيفما كان ولن يقدمه هدية لأي ناد يرغب في ضمه بعد انتهاء إعارته هذا الصيف. يخوض إيفانشيتز هاوي عزف الموسيقى كأس أوروبا 2008 في صفوف منتخب تتجاذبه التوقعات المتفاوتة في التأهل أو عدمه، وسيكون بعمر الرابعة والعشرين في المكان المناسب كي يقود النمسا لأول مرة في تاريخها إلى ربع نهائي المسابقة، وبحال حقق ذلك ستتفتح عليه الأعين كي ينتقل من الدوري اليوناني إلى بطولة أوروبية أكبر تليق بمستواه.