وصف حزب الله اتفاق الدوحة الذي وقعه قادة المعارضة والموالاة برعاية عربية وقطرية بأنه إنجاز مهم وذلك في وقت تتواصل فيه الاستعدادات لجلسة البرلمان اليوم الأحد التي سينتخب خلالها الرئيس التوافقي للبنان. فقد قال نعيم قاسم نائب الأمين العام لحزب الله في حديث إذاعي أوردت الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية مقاطع منه إن اتفاق الدوحة “إنجاز مهم للبنانيين جميعا، ومحطة أساسية طوت مرحلة صعبة ومعقدة استمرت أكثر من عام ونصف”. وردا على سؤال عن الصعوبات التي يمكن أن تواجه عملية تشكيل الحكومة، قال قاسم “بالتأكيد هناك نقاش له علاقة بتوزيع الحقائب ونقاش آخر له علاقة بالبيان الوزاري.. أتوقع أن تجد هذه التفاصيل حلولا لها”. من ناحيته دعا قائد الجيش المرشح التوافقي للرئاسة العماد ميشال سليمان إلى الوحدة الوطنية، وقال في تصريحات لصحيفة السفير اللبنانية “أنا وحدي لا أستطيع إنقاذ البلد هذه مهمة الجميع”. ومضى يقول “علينا أن نحصن أنفسنا أمنيا وسياسيا بالوحدة الداخلية”. أما وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنر الذي سيتوجه إلى بيروت يوم الأحد لحضور مراسم انتخاب الرئيس فقال إن الاتفاق الذي تم توقيعه بين الفرقاء يسير “في الاتجاه الصحيح”. ولكن كوشنر الذي يختتم زيارة لإسرائيل والضفة الغربيةالمحتلة، اعتبر أنه “لم تتم تسوية أي شيء في العمق”، وأنه “من الأفضل أن يكون هناك رئيس وتشكل حكومة يمكن أن تعمل”. يأتي ذلك في حين تتواصل في بيروت الاستعدادات لجلسة البرلمان الأحد التي سيتم فيها انتخاب قائد الجيش ميشال سليمان رئيسا توافقيا للبنان بحضور عربي رسمي يتقدمه أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني ورئيس الوزراء وزير الخارجية الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني. من ناحيتها أكدت قطر متابعتها لجهود إنجاح اتفاق الدوحة وتكريسه، جاء ذلك خلال استقبال رئيس مجلس النواب نبيه بري الجمعة للقائم بالأعمال القطري في لبنان محمد حسن الجابر الذي نقل إليه رسالة من رئيس الوزراء وزير الخارجية. من ناحية ثانية رحب مجلس الأمن الدولي في بيان له بالاتفاق اللبناني، ودعا إلى ضرورة تطبيق كل بنود اتفاق الدوحة بما يتفق مع اتفاق الطائف الذي أنهى الحرب اللبنانية، والقرارات الصادرة عن المجلس بهذا الشأن. وخلا البيان -الذي صدر بإجماع أعضاء المجلس ال15 مهنئا قادة وشعب لبنان بالتوصل للاتفاق- من الدعوة إلى تنفيذ كافة قرارات مجلس الأمن السابقة وخاصة القرارين 1595 و1701 بعد اعتراض ليبيا ودول أخرى نظرا لعدم صلتهما باتفاق الدوحة. واكتفى بالدعوة إلى تنفيذ القرارات ذات الصلة، رغم أن مندوبي الولاياتالمتحدة وبريطانيا أعربا عن خيبة أملهما لعدم الإشارة بصفة خاصة إلى القرارين اللذين يدعوان إلى نزع سلاح المليشيات. واعتبر البيان الدولي أن هذا الاتفاق “يشكل خطوة أساسية نحو حل الأزمة اللبنانية وعودة المؤسسات الديمقراطية اللبنانية إلى عملها الطبيعي واستعادة لبنان وحدته التامة واستقراره واستقلاله” إلى جانب “منع استخدام السلاح والعنف لتسوية الخلافات أيا كانت طبيعتها وفي كل الظروف”.