| عندما أصدرت كتابي من (أدباء الطائف المعاصرين) في طبعته الأولى عام 1410ه كان من ضمن المترجم لهم : اللواء الشاعر الأديب: عبدالقادر عبدالحي كمال ..وكان حينها مديراً عاما للمرور بالمملكة. | فلمست فيه الشاعر الموهوب والباحث القدير، مما جعلني أتابع مشاركاته الشعرية وبحوثه الأدبية من خلال العديد من الصحف والمجلات والملاحق الأدبية. | وليس غريباً أن يكون بهذا المستوى فهو من بيت علم وأدب وثقافة فأسرة آل كمال بالطائف من الأسر المعروفة والعريقة في هذا المجال..ووالده الشيخ عبدالحي كمال - رحمه الله - كان شاعراً وباحثاً عمل قاضياً في (العقيق) بمنطقة الباحة فترة من الزمن وعمه الشيخ محمد سعيد كمال - رحمه الله- كان باحثا وأديبا ومؤرخاً ألف العديد من الكتب الأدبية والتأريخية والمدرسية والشعبية وهو صاحب مكتبة المعارف أقدم مكتبة أهلية أسست بالطائف كان يرتادها العلماء والأدباء وطلاب العلم لما تحويه من نوادر الكتب الأدبية والعلمية والمخطوطاتية. | وبعد مضي أكثر من (22) عاماً على صدور الطبعة الأولى من الموسوعة المشار إليها ونفادها من الأسواق أخذت أفكر في إصدار طبعة ثانية منها أستكمل فيها أسماء من لم يترجم لهم في الطبعة الأولى مع اضافة ما جدَّ على الساحة الأدبية من أقلام جديدة وخاصة العنصر النسائي. | ورغم التردد الذي واكب الفكرة إلا أنني وبدعاء وتشجيع بعض المحبين شرعت في تنفيذ الفكرة التي آمل أن تصافح القارىء قريباً - إن شاء الله- وفق ما خطط لها من حيث التنظيم والإخراج والتقنية وتأسياً بقول القائل: إذا كنت ذا رأي فكن ذا عزيمة فإن فساد الرأي أن تترددا؟ | وكنت قد طلبت ممن ترجم لهم سابقاً تحديث (تراجمهم) فكان من أوائل المتجاوبين معي الشاعر الأديب اللواء عبدالقادر كمال المعني في هذه المقالة ..الذي فاجأني - مشكوراً- بمجموعة كبيرة من قصائده الجميلة وبحوثه الراقية تُشكل كل مجموعة في عددها (كتابا مستقلاً) تمنيت أن يطبعها فهو شاعر متمكن من فنون الشعر واللغة وباحث قدير ..يملك مخزونا من الاطلاع والثقافة في شتى فنون الأدب قديما وحديثاً. | ولضيق مساحة المكان فانني أورد هنا نصا تذوقته من احدى وجدانياته وتباريحه .. الخلابة في صياغتها وموسيقاها ومخيلة فكرتها ومعالجتها للهدف الذي ترمي إليه بعنوان (الرسالة الأخيرة) وأعد القارىء الكريم أنني سأتوسع في قراءة العديد من أعمال الشاعر في قادم الأيام وفي مساحة تكون أوسع وأشمل - ان شاء الله . الرسالة الأخيرة؟! قفي أحدثك لا لوم ولا صخبُ ولا عتاب ولا عذل ولا غضب! مالي إليك حقوق أستعين بها ولا تجمعنا القربى ولا النسب! قفي أحدثك وأنسى ماضياً غرداً لاتذكريه فما في ذكره أرب! دعي جراحى أطويها على دخن ماعاد يسعفها طب ولا رأب! دعي جراحي فقد أدمنت نكأتها الجرح ينزف والأفكار تضطربُ! لاتعجبي فانكساري لا حدود له بلى سيعجبك الإجهاد والتعب! حزني عميق ولا تدرين غبته أطوى الطعون وإن سالت بها ثعب! يازهرة كنت أرعاها وأرقبها ونجمة يرتجيها التائه الذهبُ! طعنتي طعنة غارت وقد نفذت إلى الصميم فأين العطف والحدبُ! أين الحنان وعطف كنت أعهده وأين لطفك أين الشوق والرغب! حفية كنت تشتاقين لي أمداً فما جرى ؟ جفت الأحبار والكتب ! عفواً نسيت ..فلا لوم ولا عتب الريح تعصفُ والأحباب قد ذهبوا!